قرار استثنائي يُنعش الدخل… السوريون يستقبلون الزيادة بتفاؤل

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

في خطوة استثنائية تهدف إلى تحسين الواقع المعيشي وتحفيز الحركة الاقتصادية، أصدر السيد الرئيس أحمد الشرع المرسومين رقم /102/ و103/  القاضيين بزيادة رواتب العاملين في القطاع العام والمتقاعدين بنسبة 200%. وبين التفاؤل الشعبي والتحديات الاقتصادية، تبرز هذه الزيادة كإجراء غير مسبوق يعكس التزام الدولة برفع مستوى حياة المواطن السوري.

رؤية اقتصادية.. أثر إيجابي مشروط

عميد كلية الاقتصاد في جامعة تشرين الدكتور عبد الهادي الرفاعي، أوضح لصحيفتنا “الحرية” أن الزيادة تُعدّ نقلة مهمة في تحسين القوة الشرائية، وخاصة للفئات ذات الدخل المحدود التي باتت عاجزة عن تلبية حاجاتها الأساسية، مشيراً إلى أن هذا التحسن سيقلل الضغط الاجتماعي ويعزز من قدرة العائلات على الإنفاق في مجالات ضرورية مثل التعليم والصحة.

لكن الرفاعي حذّر من آثار تضخمية محتملة، وخاصة في ظل اعتماد الأسواق على الواردات وضعف الإنتاج المحلي، ما قد يشجع بعض التجار على رفع الأسعار مستغلين زيادة الطلب. ودعا إلى دعم الإنتاج الوطني وضبط الأسواق وتفعيل الرقابة على التسعير ومنع الاحتكار، لضمان استفادة المواطن الفعلية من الزيادة.

وأضاف: إن الأسواق قد تشهد انتعاشاً مؤقتاً، وخاصة في قطاعات الغذاء واللباس، ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، لكنه نبّه إلى مخاطر الضغط على العملة المحلية إذا لم تُرفد هذه الزيادة بمصادر تمويل واقعية ومستدامة.

وبحسب د. الرفاعي، إن نجاح هذه الزيادة مرهون بتطبيقها ضمن رؤية اقتصادية شاملة، تشمل دعم القطاعات الإنتاجية، ضبط سعر الصرف، وتحقيق عدالة في توزيع الموارد. وأكد أن هذه الإجراءات مجتمعة كفيلة بتحقيق استقرار نقدي ومعيشي، وتحويل الزيادة من مجرد إجراء مالي إلى أداة لتحقيق تنمية حقيقية.

في المحصلة، استقبل السوريون قرار زيادة الرواتب بكثير من الأمل، معتبرين إياه خطوة على طريق التعافي، ورسالة واضحة بأن تحسين المعيشة بات أولوية وطنية، ومع المتابعة الدقيقة والرقابة الصارمة، قد تكون هذه الزيادة بداية لمسار اقتصادي أكثر توازناً وعدالة.

نبض الشارع… تفاؤل شعبي وثقة بالإجراءات

شرط النجاح حزمة إصلاحات مرافقة في جولة لصحيفتنا “الحرية”، عدد من المواطنين في مدينة اللاذقية عبروا عن ارتياحهم الكبير للقرار، واعتبروه خطوة طال انتظارها.

عبير موظفة في قطاع التربية وصفت الزيادة بأنها “بارقة أمل حقيقية”، مضيفة: “نشعر للمرة الأولى منذ سنوات بأن الحكومة التفتت فعلياً لمعاناتنا، الراتب بات أقرب لتلبية الحد الأدنى من احتياجات الأسرة، وخاصة في ظل الأعباء الكبيرة التي نعيشها.”

من جهته، قال سامر ، موظف متقاعد وأب لثلاثة أولاد: القرار أعاد لنا التفاؤل. كنا نعجز عن تغطية حاجاتنا اليومية، أما الآن فيمكن التفكير بتأمين الطعام والدواء دون قلق دائم. نأمل أن ترافق هذه الخطوة إجراءات لضبط السوق، لكننا متفائلون.

Leave a Comment
آخر الأخبار