قرار منع ذبح إناث العواس هل يأخذ بالاعتبار ارتفاع أسعار الأعلاف والجفاف وقلة الرعي ..؟ وهل ترتفع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق..؟!

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- حسام قره باش :
تعقيباً على قرار وزارة الاقتصاد والصناعة في منع ذبح إناث عرق غنم العواس، وطرح لحومها للبيع منعاً باتاً ما لم تكن غير اقتصادية (التكاثر)، علَّق نائب رئيس الجمعية الحرفية للّحامين معتز العيسى على مضمون القرار، بأن بعض المربين يضطرون لبيع إناث أغنامهم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، والجفاف وقلة الرعي وعدم وجود دعم وحماية للثروة الحيوانية والمربي، وبالتالي لم يراعِ القرار أوضاع المربين والمتابعة معهم حتى يكون أصحاب القرار مطلعين على ما يواجهه المربون من صعوبات، وللوقوف على أسباب ذبح إناث العواس (الفطيمة)، فالمربي لا يذبحها كيفياً إنما بسبب عجزه عن القدرة على علفها وتربيتها حتى تكبر وتلد ، كون إناث العواس تكلِّف المربي أضعاف سعرها حتى تلد وتصبح اقتصادية حسب رأيه.
وأضاف العيسى في تصريحه لصحيفتنا الحرية: اليوم يكلف سعر كيلو العلف 4 آلاف ليرة وكيلو التبن 2500 ليرة ولا يوجد رعي، لذلك باتت تربية الماشية تعتمد على الأعلاف فقط، وهو مكلف للغاية وعليه يلجأ المربي إلى بيع إناث العواس الصغيرة، حتى يستطيع إطعام بقية القطيع، متوقعاً لو استمر الجفاف الموسم القادم، فسيؤدي إلى هلاك أعداد كبيرة من القطعان لعجز المربين عن إطعامها.
واستبعد العيسى أن يفيد القرار المربين بأي شيء وأن ذبح الإناث سيستمر ولن يغير شيئاً في الواقع للحفاظ على الثروة الحيوانية التي أصبحت كارثية بسبب غلاء الأعلاف.
وقال رئيس الجمعية الحرفية للّحامين: لو أصدروا قراراً يسمح بتصدير إناث العواس أفضل من المنع لأنه ينقذ المربي ويبقيه محافظاً على قطيعه، وبالتالي تستقر أسعار اللحوم في الأسواق، فالموضوع من الصعب ضبطه تماماً إلا بحالة واحدة وهي السماح بالتصدير وذلك أفضل للمربي كي يعوِّض خسائره ، لكونه الأساس وتمكينه يحافظ على تثبيت الثروة الحيوانية، رغم تخوف المواطن من ارتفاع أسعار اللحوم بسبب التصدير الذي يعد سلاحاً ذا حدين.
وفي رده على سؤال، هل يرفع القرار أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق؟ علماً أن نسبة ذبائح إناث العواس في الأسواق تشكل 50٪ من اللحوم التي تباع في الأسواق والمحلات، حيث يذبح يومياً في مسلخ الزبلطاني الفني بدمشق حوالي 700 رأس غنم أي ينتج حوالي 650 طناً يومياً من اللحوم الحمراء في دمشق، ويتم ذبح أيضاً ضعفيها في الأرياف مثل دوما وتنقل إلى أسواق اللحوم في دمشق، مع أنه قبل الحرب كان يذبح 5 آلاف رأس غنم في مسلخ جوبر المركزي الخارج عن الخدمة حالياً، وبحال أعيد تأهيله وحصروا الذبح فيه، فسوف تنضبط الأمور ولن يذبح خارجه، منوهاً بأن الأسعار بعد القرار لن تختلف واحتمال أن تنخفض ولا ترتفع أيضاً بسبب حركة البيع المقبولة للحوم الحمراء.
وفي السياق ذاته، بيَّن العيسى أن القرار لن يحل المشكلة، طالما أن المربي يبيع إناث العواس وتذبح، فالأمر خارج عن إرادته بسبب التكلفة العالية لتربيتها كما ذكر سابقاً، مشيراً إلى أن مسلخ الزبلطاني الصغير لا يلبي الحاجة المحلية، لذلك سيكون هناك ذبح خارج المسلخ في أماكن بعيدة عن الرقابة، واليوم الذي يَذبح الخروف ويذبح معه (الفطيمة) لتعديل السعر لأنها أرخص خاصة مع انخفاض سعر اللحوم ، وبالتالي اللحَّام الذي يبيع لحم الخروف لن توَّفي معه كما قال.
وتابع: طلبنا من الوزارة مساعدة المربي بحفظ اللحوم في غرف التبريد عندهم ثم طرحها لاحقاً في الأسواق لضمان توافر المادة والحفاظ على سعرها، خاتماً تصريحه بأن بلدنا بلد منتج لكننا نحتاج لإيجاد معادلة بين حماية المستهلك وتأمين المربي، ولو أرادت الوزارة استيراد لحم (البيلا) عوضاً عن الذي تم تصديره من إناث العواس فلا بأس، إنما الأهم هو المحافظة على المربي كي يستمر في مجال عمله.

Leave a Comment
آخر الأخبار