قرية شلف تنهض بعد الخراب.. جهود محلية تعيد مقومات الحياة للأهالي

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية ـ ٱلاء هشام عقدة:

تنهض قرية شلف، إحدى قرى جبل الأكراد الساحلية التي تقع جنوب شرق كنسبا، من تحت ركام الدمار الذي خلّفه النظام البائد، محاولة إعادة الحياة إلى أحيائها وشوارعها بعد سنوات من الخراب، إذ لم تسلم منازل الأهالي وأراضيهم، والشوارع، ومسجد و مخفر القرية من آثار الانتهاكات، ما حول القرية إلى مساحة خاوية من البشر والذكريات.

إزالة الركام وبداية الأمل.. إعادة الحياة بعد سنوات من الخراب..

اليوم، يظهر العمل الإنساني في سوريا بشكل جلي في شلف، حيث أصبحت إزالة الركام ليست مجرد خطوة تقنية، بل مدخل لإحياء الأمل وإعادة مقومات الحياة الأساسية التي تمكّن الأهالي من العودة والاستقرار.

ترميم الجامع والمخفر.. أولويات الأمن والروحانية

يقول سامي رستم، أحد أبناء القرية، لصحيفة لـ الحرية :
بعد عودة الأهالي إلى الجبل، كان أول ما يخطر في البال هو توفير مقومات الحياة.
بدأ سامي وأسرته بإشراف والده محمد سامي رستم العمل على ترميم الجامع بشكل كامل، إلى جانب بيوت الشيخ المسؤول عنه، باعتباره مركزاً اجتماعياً وروحياً، ثم انتقلت الجهود إلى إعادة تأهيل المخفر في ناحية كنسبا وتفعيله لإعادة الأمن والأمان وذلك بجهود بعض أهالي قرى جبل الأكراد ومساهمة عائلة رستم بنحو 70% من تكاليف التأهيل على نفقتهم الخاصة، في خطوة تعكس نموذج الجهود المحلية في إعادة إعمار القرى السورية.

حل أزمة المياه.. بئر جديدة وطاقة شمسية لضمان الاستدامة

وأضاف سامي شكل توفير المياه تحدياً رئيسياً لأهالي شلف، الذين كانوا يعتمدون سابقاً على قرية مجاورة للحصول على مياه الشرب، وفي إطار المشاريع الإنسانية في القرى السورية، تم حفر بئر جديدة من خلال تبرعات الأهالي، بينما تكفلت عائلة رستم بتوفير الغطاس والطاقة الشمسية لتشغيله.
وتبين لاحقاً وجود خط للصرف الصحي بمحاذاة البئر، ما استلزم أعمالاً إضافية لتغيير مساره وضمان سلامة المياه، ما أبرز التزام الأهالي بالمشاريع طويلة الأمد التي تعيد الاستقرار والبنية الأساسية للقرى.

إعادة المدرسة الابتدائية.. الاستثمار في التعليم والأجيال القادمة

لم يغفل الأهالي التعليم عن أولوياتهم، إذ تعرضت مدرسة شلف الابتدائية لدمار شامل من نوافذ وأبواب وجدران وأسقف مدمرة، ما حرم الأطفال من حقهم الطبيعي في التعلم.
حيث أخذت عائلة رستم على عاتقها إعادة ترميم المدرسة بشكل كامل، تأكيداً على أهمية التعليم وبناء الأجيال القادمة. المدرسة، التي تبلغ مساحتها نحو 400 متر مربع، تضم ستة صفوف دراسية، وباحة داخلية، وغرفة للإدارة، وحمامين، وتم تأهيلها بالكامل لتصبح صرحاً للعلم والمعرفة، ما يعكس أهمية الاستثمار في إعادة الحياة للقرى السورية بعد الدمار.

العمل الإنساني المستمر.. التزام أهالي شلف بإعادة الحياة للقرية

يختتم سامي رستم حديثه بالتأكيد على استمرار المشاركة في أي مشروع يخدم عودة الحياة إلى القرى:
لن نتوقف عن المساهمة في أي عمل يعيد الحياة إلى قرانا، وسنقدّم ما نستطيع قدر الإمكان.
بهذه المبادرات، تتحول قرية شلف إلى نموذج للعمل الإنساني المحلي، حيث يقود أبناء القرية جهود النهوض، مثبتين أن إعادة الإعمار تبدأ بخطوات صادقة وإرادة تؤمن بأن الأمل يمكن أن يولد من تحت الركام.

Leave a Comment
آخر الأخبار