الإمارات تدخل قطاع الإسمنت السوري عبر “طرطوس”.. استثمار جديد يعيد الحياة إلى المعمل

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – رنا الحمدان:

وقعت الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء “عمران” عقداً مع مجموعة “كيو بي زد” الإماراتية لاستثمار مطاحن معمل إسمنت طرطوس المتوقف عن العمل منذ أواخر عام 2024،  وفق نظام B.O.T لمدة عشر سنوات، وذلك في خطوة استثمارية جديدة تعيد الأمل إلى واحد من أقدم معامل الإسمنت في سوريا.

الأول من نوعه

المشروع هو الأول من نوعه في سوريا في مجال طحن وتعبئة الكلينكر فقط دون تشغيل الأفران، كما أشار المدير العام للشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء “عمران” محمود فضيلة، ما يجعله أكثر أماناً بيئياً وأقل تكلفة تشغيلية، خصوصاً بعد تدهور البنية الفنية للمعمل خلال السنوات الماضية.

مشروع بطابع استراتيجي

يمتاز معمل طرطوس بموقعه الجغرافي الحيوي قرب الميناء وخط السكة الحديدية، ما يتيح سهولة نقل الكلنكر المستورد وتصديره بعد الطحن والتعبئة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمطاحن نحو 8000 طن يومياً، وفق العقد المبرم بعد منافسة تقدمت إليها نحو عشرين شركة محلية وإقليمية.

العمال في أمان

طمأن رئيس نقابة عمال البناء والأخشاب في طرطوس رشيد علي من خلال صحيفتنا “الحرية” ، العاملين بأن الاستثمار لن يؤدي إلى الاستغناء عن أي عامل من كوادر المعمل، موضحاً أن النقابة تضم أكثر من 2750 عاملاً في فرع المنطقة الساحلية لصناعة وتسويق الإسمنت (بعد دمج الإسمنت وعمران)، بينهم 1100 عامل بعقود دائمة، وبعضهم تجاوزت خدمته عشرين عاماً، كانوا في الفترة السابقة إجازات مأجورة.

الأثر البيئي

وأوضح  علي أن تشغيل المطاحن لا يسبب أضراراً بيئية كبيرة، مقارنة بتشغيل الأفران التي كانت وراء الانبعاثات والغبار الذي عانى منه سكان المنطقة لسنوات طوال.

صناعة حيوية

يأتي المشروع في وقت تسعى فيه الحكومة السورية إلى جذب الاستثمارات العربية والأجنبية لإحياء الصناعات الاستراتيجية، وعلى رأسها صناعة الإسمنت التي تشكل ركيزة أساسية في مشاريع إعادة الإعمار. وتشير التقديرات إلى أن معامل الإسمنت في عدرا وحماة تعمل حالياً بنحو 60% فقط من طاقتها التصميمية.
ويرى مراقبون أن دخول مجموعة إماراتية إلى هذا القطاع يشكّل مؤشراً على عودة تدريجية لرؤوس الأموال الخليجية إلى السوق السورية، عبر مشاريع ذات طابع اقتصادي واستراتيجي.

Leave a Comment
آخر الأخبار