قمة خماسية في السعودية غداً الخميس.. ما مصير قمة القاهرة الطارئة وهل باتت المنطقة أمام حدث مفصلي آخر؟

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية– مها سلطان:
يبدو أن المنطقة العربية تتجه مجدداً نحو حدث مفصلي تغادر معه كلياً خريطة جيوسياسية استمرت ثمانية عقود. وغير خافٍ أن الحديث هو عن قطاع غزة ومسار حل القضية الفلسطينية التي وصلت إلى نقطة لا رجوع فيها، لناحية حتمية الحل الذي مايزال متنقلاً بصورة تصعيدية خطيرة بين دول عربية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لكن هذا الحل المتنقل لن يستمر على حاله إلا لبعض الوقت، تقديره خلال الشهر المقبل حيث تستضيف مصر قمة عربية طارئة حول غزة، تم تأجيلها من 27 شباط الجاري إلى 4 آذار المقبل، ولايزال هذا الموعد قائماً.. فيما يُتوقع أن تكون القمة قيد تأجيل جديد، أو حتى إلغاء تبعاً لنتائج القمة الخماسية التي تستضيفها السعودية غداً الخميس، وتحضرها مصر والأردن والإمارات وقطر والكويت.
القمة المصغرة تأتي غداة محادثات أميركية- روسية استضافتها السعودية أمس الثلاثاء، وهي الأخرى تم تأجيلها حيث كانت تتزامن مع المحادثات، وذلك لتوسيع دائرة المشاركة، وفقاً لمصادر دبلوماسية، وعملياً تم ربط هذا التأجيل بالمحادثات ونتائجها.

المخفي.. والمُعلن؟!
قيل الكثير في تأجيل القمة العربية الطارئ، وجميع ما يُقال ينحو باتجاه التشاؤم، لكن الأخطر هو ما يُقال عن الخطط العربية البديلة لخطة ترامب، وعن اللااتفاق بشأنها.. أكثر من ذلك، ما يُقال عن أنه لا يوجد بالأصل خطة بديلة مكتملة، بما في ذلك الخطة المصرية التي يُقال إنها بحكم المنتهية، وليس منتهية، وهي لن تكون لوحدها على طاولة بحث القمة الخماسية، بل هناك خطط مماثلة، وهي بدورها غير مكتملة، هذا عدا عن أن اللااتفاق القائم، متعلق بكل شيء تقريباً.
ففي موضوع التهجير، هناك أطراف عربية تطرح مسألة «التهجير الطوعي». وفيما يخص حركة حماس، بقاؤها أو مغادرتها، فلا يزال الانقسام قائماً، وفي حال زوال الانقسام فهناك موقف حماس ورفضها المغادرة، وهو أمر من الصعب تجاهله، ومن الصعب أيضاً إيجاد وسائل للتعامل معه بعيداً عن سياسات الفرض والضغط .
وهناك مسألة إعمار غزة وأطرافها، المنفذين والممولين، مُضافاً إليها مسألة السيطرة، لمن ستكون في ظل أن ترامب يطرح أن تكون ضمن السيطرة الأميركية بعيداً عن أي طرف فلسطيني أو عربي، باستثناء تمويل الإعمار الذي سيكون بمشاركة عربية، وربما أغلبه عربي.
اللافت أن أغلب الخطط العربية، باستثناء المصرية، تلتقي عند نقطة خروج حماس من غزة، لكن المسألة ليست في الالتقاء فقط، بل في التنفيذ الذي دونه عقبات كبيرة.. أما موقف الأردن فيبدو أنه داعم للخطة المصرية باعتباره يلتقي مع مصر في التهديد الأمني والديمغرافي الذي تحتمله خطة ترامب، حيث أنهما معنيين بشكل مباشر بها، وبمسألتي حماس والتهجير.

مهمة صعبة جداً
لا شك أن القمة المصغرة أمام مهمة صعبة جداً، خصوصاً مع أقصى الضغوط الأميركية، ومع قيام ترامب بتحييد الجميع، وتقديم خطته كفرض واجب إلا إذا كان هناك خطة عربية بديلة، أفضل.. لكن ترامب الذي يعرف تماماً أن الدول العربية لا يمكن لها الاتفاق على خطة بديلة واحدة مع الاختلاف الحاد جداً في المواقف ووجهات النظر حول مستقبل غزة (وسبل حل القضية الفلسطينية بشكل عام) لأن الموقف المصري/الأردني لا يمكن له – حتماً وحكماً- أن يكون مثل مواقف بقية الدول.. هذا الاختلاف الحاد له أسبابه ومبرراته، ليس فقط تبعاً لمسألة القرب والبعد الجغرافي، بل متعلق بصورة كبيرة بالتطورات الدراماتيكية في المنطقة والتي تفرض نفسها بقوة الوقائع والحقائق وضرورة تغيير كامل التفكير والمسار فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وسبل حلها، وليس بقطاع غزة فقط.

ثمانية عقود من الفشل على طاولة القمة الخماسية في السعودية اليوم.. كيف يمكن تجاوز الميداني باتجاه السياسي؟

هذا يعني أنه لن يكون هناك خطة عربية بديلة أفضل، لأنه ببساطة لن يكون هناك خطة عربية بديلة متفق عليها.
الجانب العربي بمعظمه يرى أن ثمانية عقود من الزمن هي أكثر من كافية لإدراك حقيقة فشل كل السياسات المتبعة حتى الآن فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، وهذا يحتم تغيير كامل المسار، ولكن السؤال: هل التغيير يكون بتهجير الفلسطينيين أو باعتماد التهجير الطوعي، وهل أن التهجير سيكون نهاية المطاف أم إن خطة ترامب ستتسع جغرافياً وسياسياً؟.. ثم ماذا عن إسرائيل، ولماذا ليست مطالبة بأي شيء؟
في هذا السياق يُقال إن القمة العربية الطارئة تأجلت خصيصاً لأن بعض العرب يريدون بياناً ختامياً صريحاً يتضمن بنداً يسمح بالهجرة الطوعية (ويربطون ذلك مع إعلان إسرائيلي تشكيل إدارة للهجرة الطوعية في غزة).
بكل الأحوال، الأجوبة لن تقدمها- على الأكيد- القمة الخماسية، أو ربما تقدم خطوطاً عريضة.

قمة حاسمة
لكن فريقاً واسعاً من المراقبين يرون أنه القمة الخماسية ستكون قمة حاسمة (وإن من دون إعلان) وبما يؤثر كلياً على القمة العربية الطارئة. ويشيرون إلى أنها قد تكون بديلاً عن القمة الطارئة في حال الاتفاق. أو قد تكون تحصيلاً حاصلاً في حال تم الوصول إلى اتفاقات وسط بحيث أن القمة الطارئة ستكون مهمتها التصديق عليها لتصبح اتفاقات رسمية.
مع ذلك، فإن كل شيء وارد. مازالت المقدمات غير واضحة وهو ما يُصعّب عملية استقراء النتائج، وما إذا كانت القمة الطارئة سيتم تأجيلها مجدداً أو أن تلغى؟
بالعموم عملية الانتظار لن تكون طويلة لمعرفة بعض الإجابات أو استشفافها. نحن على بعد ساعات من القمة الخماسية، وأياً يكن المُعلن في ختامها، فإنها ستكون مؤشراً بالغ الأهمية، أو بعبارة أدق تمهيداً مفصلياً له ما بعده.
.. لننتظر ونرَ.

Leave a Comment
آخر الأخبار
كتلة قطبية باردة إلى شديدة البرودة يتخللها فرص لهطول زخات من الثلوج خاصة مساء اليوم وغداً حلب تتحضّر لاستقبال شهر رمضان الكريم.. ومبادرات اجتماعية لمساعدة الأسر المتعففة والأكثر احتياجاً تهدف إلى معالجة الفقر والتمييز والظلم.. ما هو واقع تطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية في سوريا؟ القائم بأعمال وزارة الصحة يبحث سبل تعزيز التعاون الصحي مع وفد من الهلال الأحمر‏ القطري مربو الثروة الحيوانية في مأزق.. وخبير يدعو إلى تطوير البادية كخطوة أولى لإنقاذ القطيع ثروة ضائعة استنزفها التهريب والسرقة.. لا إحصائية حقيقية للإبل الشامية و75٪ منها صار في العراق لجوء السوريين إلى مدخراتهم مؤشر على تدهور الحالة الاقتصادية العامة خبير يدعو إلى نظام ضريبي عادل بعيداً عن تكريس حالة الإلغاء للرسوم الضريبية والجمركية ترامب يقود حملة "تطهير" في الجيش الأميركي  مسارات الثقة والتفاؤل تتعزز.. اجتماع أوروبي الإثنين يعلق رسمياً العقوبات على قطاعات المصارف والطاقة ...