الحرية – وليد الزعبي:
يقوم فلاحو درعا الآن بتنفيذ أعمال الري لمحصول القمح للمرة الثانية خلال الموسم الجاري، وذلك نتيجة انحباس الأمطار خلال الشتاء، وهو ما يرتب تكاليف إضافية على الفلاحين.
وأشار المزارع ماجد العاسمي إلى أن محصول القمح المروي بحالة جيدة، ويقوم الفلاحون على تقديم الريات التي يحتاجها المحصول، لكنه بيّن أن القمح البعل لم ينجح بسبب قلة الهاطل المطري لهذا الموسم، والحال يقاس على الشعير، إذ إن المساحات المروية المزروعة به، وهي قليلة عادةً، وضعها جيد بينما المساحات البعل لم تنجح للسبب نفسه وهو ضعف الأمطار.
وبدوره أشار الخبير في الشأن الزراعي المهندس محمد الشحادات لصحيفة “الحرية”، أن القمح المروي المزروع بوقت مبكر هو حالياً بطور الإسبال، وقد تم تقديم رية أولى في شهر شباط ورية ثانية في نهاية آذار ولا تزال مستمرة إلى الآن، لافتاً إلى أن المحصول في الطور اللبني سيحتاج لرية ثالثة، أما لجهة القمح البعل والشعير البعل فهما خارج الخدمة وحتى لا يصلحان للتأجير لرعي الأغنام لأن الأعشاب أطول منهما، حيث لم يتعدّ نموهما ١٠ سم، وذلك بسبب قلة الأمطار لموسم الشتاء المنتهي والتي لم تتعدّ نسبتها ١٥ إلى ٣١ مم من المعدل السنوي.
ولجهة الريات، ذكر عدد من المزارعين أنها ترتب أعباءً إضافية عليهم هذا الموسم، إذ إن تكلفة الرية الواحدة للدونم تصل إلى ٢٠٠ ألف ليرة، وهناك منهم من يقدم اثنتين من الريات ومنهم من يقدم ثلاثاً حسب حالة محصول القمح، بينما في المواسم السابقة التي كانت الهطولات فيها جيدة كان المحصول لا يحتاج سوى رية تكميلية واحدة.
تجدر الإشارة إلى أن واقع المحصول البعل للقمح والشعير الذي خرج من الخدمة -حسب قول المزارعين- سيعرضهم لخسارة ليست بقليلة لقاء تكاليف البذار والفلاحة وأجور العمالة والنقل وغيرها.
يذكر أن المساحة المنفذة بمحصول القمح المروي وفقاً لإحصائيات مديرية زراعة درعا بلغت ٩٢٠٤ هكتارات من أصل المخطط البالغ ١٠ آلاف هكتار، بينما وصلت المساحة المنفذة بالقمح البعل إلى ٣٢٠٩٥ هكتاراً من المخطط البالغ ٨٦٣١٧ هكتاراً، حيث إن انحباس وتأخر الأمطار ساهم في تدني نسبة التنفيذ وخروج بعض المساحات المزروعة باكراً من الإنتاج، أما محصول الشعير البعل فبلغت مساحته المنفذة ١٩٢٠٧ هكتارات من أصل المخطط البالغ ٣٨٩٧٦، وقد أثرت الزراعة المبكرة وضعف الهطولات المطرية وتأخرها سلباً على وضع الشعير في المحافظة بشكل عام.