الحرية – سراب علي:
احتضنت حديقة العروبة في اللاذقية (كرمس المحبة ) الذي تنظمه الجمعية السورية للمعوقين جسدياً بإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وبالتعاون مع كشاف الفوج العاشر البحري، وبمشاركة عدد من الجمعيات التي تعنى بالأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.
يتضمن الكرمس الذي ضم لأول مرة سبع جمعيات تعنى بالاشخاص ذوي الاعاقة في اللاذقية معرضاً للأعمال اليدوية وبازاراً متنوعاً عرضت خلاله الجمعيات أشغالاً يدوية، شموعاً معطرة، ومنتجات غذائية وصوفية، جسدت مهارات المشاركين رغم كل التحديات.
كما لاقت العروض الفنية المميزة التي قدمها عدد من الأشخاص من ذوي الإعاقة من مختلف الفئات منها الغناء، والمسرح،العزف، الرقص، تشجيعاً من الحضور إذ عكست طاقاتهم وإبداعاتهم وإرادتهم القوية.
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية المكفوفين في اللاذقية أيمن كوسا أن هذه المشاركة بمثابة رسالة تقول لسنا معاقين، نحن أصحاب همم قادرون على الإنتاج والإبداع.
وأوضح في تصريحه لصحيفتنا “الحرية ” أن الجمعية تعمل على تعليم المكفوفين ودمجهم بالمجتمع من خلال دورات تدريبية وصقل مواهبهم في العزف والغناء، مشدداً على أهمية دعم الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لهم باستمرار.
كما عبرت منى عبد الرحمن من جمعية رعاية المكفوفين، عن سعادتها الكبيرة وهي تغني على المسرح أمام الجمهور، وأشارت إلى أن مشاركتها كانت لحظة فارقة في حياتها منحتها ثقة وفرحاً لا يوصف.
وتحدثت ولاء ديبو من جمعية بشائر النور للأطفال ذوي التوحد ومتلازمة داون عن الأعمال اليدوية التي صنعها الأطفال من شمع العسل والمنتجات الصوفية.
مشيرة إلى أن هذه الأنشطة تساهم في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم واندماجهم مع المجتمع، وأضافت: إن الكرمس مساحة للأمل ومناسبة لترسيخ ثقافة الاندماج والمساواة، حيث صنع المشاركون بإرادتهم رسالة وهي “نحن قادرون”.
كما أشارت مسؤولة مكتب المنظمة الفنلندية للإغاثة في الساحل السوري عنادل شحادة إلى أن المنظمة دعمت الفعالية لتمكين ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع المحلي، كما أن “كرمس المحبة” جمع بين الفن، الإبداع، والرسالة الإنسانية، ليؤكد أن الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا عالة على المجتمع، بل هم طاقات قادرة على العطاء والإبداع إذا ما توافرت لهم البيئة الحاضنة والدعم الكافي.
مؤكدة أن الأطفال من ذوي الهمم لهم مساحة خاصة وفاعلة في المجتمع وأن دعمهم مسؤولية الجميع.
