الحرية- حسيبة صالح:
رحلت إلهام أبو سعود التي تُعدّ واحدةً من أبرز الشخصيات الموسيقية في سوريا، عن عالمنا تاركةً وراءها إرثاً فنياً وثقافياً لا يُنسى.
وُلدت في دمشق عام 1931، وكانت أول ملحنة سورية، حيث كرّست حياتها لتطوير الموسيقا وتعليمها للأجيال القادمة. حصلت على دبلوم من المعهد العالي للتربية الموسيقية في مصر عام 1960، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلتها الطويلة في عالم الموسيقا التي امتدت أكثر من سبعين عاماً
قدمت إلهام أبو سعود ألحاناً لأكثر من 270 أغنية للأطفال، تعاونت فيها مع شعراء بارزين مثل سليمان العيسى وشوقي بغدادي. كما ألّفت كتباً موسيقية أصبحت جزءاً من المناهج الدراسية السورية، وساهمت في برامج تلفزيونية موسيقية تعليمية مثل “أنت والموسيقا”. كانت أيضاً عضواً في المجمع الموسيقي كما قدمت أبو السعود، البرامج التعليمية الموسيقية التلفزيونية، وبينها برنامج “أنت والموسيقا”، بجانب بحوث ودراسات موسيقية عن الفنون الموسيقية وأعمال بعض المؤلفين الموسيقيين العرب والعالميين، بينهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، والموسيقار سيد درويش.
وشاركت الموسيقية الراحلة بصفة محكّمة لمهرجانات الفرق الكورالية السورية، بجانب تمثيل بلادها في مهرجانات موسيقية ودورات خارجية، وحصدت خلال مسيرتها الطويلة، العديد من جوائز التكريم.
وفاة إلهام أبو سعود ليست فقط خسارة لعالم الموسيقا، بل هي فقدان لشخصية كرّست حياتها لنشر الثقافة والفن وتعليم الأجيال. إرثها سيبقى حياً في قلوب من تعلّموا منها واستمتعوا بأعمالها.