الحرية- متابعة أمين الدريوسي:
في زمن تتسابق فيه شركات التقنية الكبرى نحو احتكار الذكاء الاصطناعي، يطل علينا «تليغرام» من دبي بإعلان مدوٍ عن إطلاق شبكة «Cocoon» «كوكون»، Confidential Compute Open Network، لتعيد رسم ملامح الخصوصية الرقمية وتضع المستخدم في قلب التجربة، المشروع، الذي يرتكز على سلسلة TON (تون)، لا يكتفي بتقديم ذكاء اصطناعي موزع، بل يعلن نهاية عصر المزودات المركزية، ويمنح المستخدمين أدوات ذكية تحترم بياناتهم وتعمل ضمن بيئة آمنة.
الرئيس التنفيذي للشركة بافيل دوروف لم يكتفِ بالكلمات، بل كشف عن خطط دمج «كوكون» مباشرة في تطبيق تلغرام، لتصبح المهام الذكية مثل التلخيص والمساعدة في الصياغة جزءاً من يوميات المستخدم.
ومع تأسيس مختبر Telegram AI Lab في كازاخستان، تتضح ملامح إستراتيجية توسع إقليمية وعالمية، تؤسس لبنية تحتية متكاملة للذكاء الاصطناعي اللامركزي.
الخصوصية لم تعد شعاراً، بل فلسفة تقنية تتجسد في «الحوسبة السرية»، حيث تُنفذ العمليات دون كشف البيانات، في تحدٍ مباشر لهيمنة «Amazon وMicrosoft» ومع فتح سوق «GPU» أمام المشاركين، وتحفيزهم عبر عملة «Toncoin»، يتحول المشروع إلى منظومة اقتصادية متكاملة، انعكست فوراً على سعر العملة بارتفاع ملموس.
«كوكون» ليست مجرد شبكة، بل إعلان نوايا من تلغرام: نحن لا ننافس على الذكاء الاصطناعي فقط، بل نعيد تعريفه.
ففي عالم يزداد فيه القلق من انتهاك الخصوصية، تأتي كوكون كصوت مختلف، يختار الشفافية والمشاركة المجتمعية لبناء مستقبل رقمي أكثر عدالة.