كيف تؤثّر موجة الصقيع على المزروعات؟.. خبير يوضح الإجراءات اللازمة لتلافي آثارها

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– غيداء حسن:

يواجه الفلاحون في كل عام عدداً من المعوقات أو تخوفاً يرافقهم طيلة فترة نمو مزروعاتهم إلى أن تصل إلى بر الأمان والإنتاج، فهي مصدر العيش الأساسي لأغلبيتهم.
ولما كان للصقيع من دور في إتلاف المزروعات في حال حصوله، نرى التخوّف يزداد عند المزارعين من تأثيراته المباشرة التي قد تهدد محاصيلهم، ولاسيما مع الظروف الجوية الراهنة واحتمالات حدوث الصقيع في عدد من المناطق. فكيف يمكن التخفيف من الآثار السلبية للصقيع وحماية المزروعات منها قدر الإمكان؟
يبين المهندس الزراعي موسى البكر أنه في مثل هذه الأيام من كل عام، يكون هناك انخفاض في درجات الحرارة، ولكن لم يكن مترافقاً بعواصف ثلجية، وكلنا رأينا العاصفة الثلجية التي ضربت شمال تركيا وأثرت على المناطق وانخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
وحالياً الحرارة في بعض المناطق الشمالية (-1 و-2 )،وهناك جزء من المناطق الساحلية وصل إلى (-4) ومن المتوقع أن تصل إلى(-7 و-8).
ولفت  إلى أن ضرر الصقيع يكون على المحاصيل بالعموم، وحتى على الأشجار التي قُلّمت حديثاً، مثل الكرمة وبعض اللوزيات، بالإضافة إلى الليمون وجميع الحمضيات.
أما بالنسبة للخضراوات، فتأثير الصقيع الرئيسي كان بشكل أكبر على الكوسا وزراعة الأنفاق، لأنه في مثل هذا الوقت من العام يكون المزارع جهز أرضه وزرعها بالأنفاق التي هي على شكل بيوت بلاستيكية، ولكنها ارتفاعها منخفض، حوالي60 سم لتؤمن جوّاً مناسباً للنباتات، ويكون لدينا إنتاج يسبق الإنتاج الذي يزرع في الأراضي المكشوفة، أي مبكر بحوالي من عشرين يوماً وحتى الشهر.
وأوضح م. البكر أنه إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل أكبر، فإن هذا الأمر سيكون تأثيره بأنه يتلف المحاصيل بشكل كامل.
و للتخفيف من تأثيرات الصقيع، هناك بعض الطرق التي تساعد في حماية النباتات وحفظها، كـ”تسميك” النايلون المستخدم لزراعة الأنفاق ووضع طبقة ثانية، وضع طبقة من القماش عليها، الابتعاد عن رش المبيدات بكافة أنواعها والأسمدة في هذا الوقت، لكي لا يكون هناك ضعف في مقاومة النباتات، وتشغيل مرشّات أو رذاذ المياه عليها بشكل مباشر خلال فترات الصباح لتأمين جوٍّ من الرطوبة، منوهاً بأن إشعال الدواليب يمكن أن يفيد في أجزاء بسيطة جداً،  لذلك لا ينصح بهذه الطريقة، ولاسيما على مستوى المساحات الكبيرة، كونها تحتاج إلى عدد كبير من الدواليب، ولا يخفى ما لذلك الإجراء من ضرر على البيئة والصحة.
كما أن هناك بعض الطرق التقليدية عند المزارعين عن طريق تغطية النباتات بأكواب كبيرة أو نثر القش عليها، ليكون هناك عازل بينها وبين ملامسة درجات الحرارة.
هذا مايتعلق بالنباتات والأشجار، لكن يضيف م. البكر : للأسف من خلال التقييم في بعض المناطق التي شملت جزءاً من سهل الروج وسلقين و دركوش، لوحظ انخفاض في درجات الحرارة، بالإضافة إلى بعض المناطق الجنوبية من محافظة إدلب، هذا الأمر أثر على النباتات،وكان هناك تلف لبعض المحاصيل.
وفيما يتعلق بحماية المحاصيل الأخرى، كالقمح والشعير، فأشار م. البكر إلى أن الصقيع لا يؤثر عليها بشكل كبير جدا،ً ولكن إضافة الأسمدة يجب أن تكون إما قبل المنخفضات الماطرة أو أثناءها.
وبين أنه من من الضروري عدم رش أي مبيد لها. فرش المبيدات الحشرية أو الفطرية لهكذا أنواع من المحاصيل إذا  طالها الصقيع، يمكن أن يؤثر عليها بشكل كبير جداً وينهيها بشكل كامل.

Leave a Comment
آخر الأخبار