كيف نبني ثقافة الأجيال لرؤية مستقبلية ناهضة ومدارسنا تفتقد إلى أهم المقومات؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- محمد فرحة: 

في الوقت الذي تثير فيه اليوم ثقافة الطفل والجيل الصاعد  إشكالية في غاية التعقيد والضياع، بل والتشتت، لدرجة تاه فيها، أي الجيل، أي طريقٍ يعبر لبناء مستقبل مشرق .

ويأتي موضوعنا هذا انطلاقاً  من أن الجيل الصاعد هو من يُعقد الأمل عليه رغم كل التحديات، ورغم غياب النظرية التربوية التي تنمي من إبداعه وتوسع مداركه وتغني بيئته، كما الأدب العربي والمناهج التربوية المدرسية تلعب دوراً مهماُ في توعية الناشئة، وتنشئة جيلٍ واعٍ وواعد ، أيضاً شتى أنواع الفنون من موسيقا وغناء ومسرح، كل ذلك يسهم في بناء الجيل فيما إن كان سليماً وقويماً.

ولمزيدٍ من التفاصيل التربوية والتعليمية، أجرت صحيفة الحرية حواراً طويلاً  مع مجموعة من المعلمين والمعلمات وهذه آراؤهم:

المعلمة دلال عباس مديرة مدرسة زكي الأرسوزي في مصياف، أشارت إلى أن  الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باتت اليوم لها التأثير الأقوى  في حياة ويوميات الجيل، موضحة أن الجيل الذي هو اليوم في مختلف مدارسنا، يختلف كلياً عن أجيال السنوات الماضية، فثقافة العولمة تطغى على كل المناهج.

وتقاطعها زميلتها المعلمة سرسك عدي بأن الجيل لايحتاج اليوم لأكثر من الإنترنت المزود بكل ما في التقنيات الحديثة من زادٍ معرفي والقدرة على العرض الباهر والعرض الجذاب.

مشيرة إلى أن جلَّ هذا الجيل فقدَ الكثير من الأمل بأن الجانب التعليمي ملاذ له، سواء أكان مهندساً أم معلماً وهذا مؤسف جداً.

وهنا تتدخل معلمة أخرى متسائلة: كيف يمكن لتلميذ في الصف الأول الابتدائي أن يتلقى علومه المدرسية وهو يرتجف من البرد القارس، فجلّ مدارس سوريا اليوم من دون تدفئة، رغم أننا سمعنا بأن وزارة التربية تتواصل بشكل مستمر مع المنظمات الدولية لتوفير المحروقات للمدارس.

معلم آخر شارك الحوار معنا، موضحاً أن هناك فارقاً كبيراً بين جيل الأمس، ويقصد من ذلك جيل السبعينيات والثمانينيات وجيل اليوم لجهة القراءة وتصفح الكتب غير المدرسية، فإذا كان لا يهتم إلا بالقدر اليسير بالمنهاج المطلوب منه، فكيف نطالبه بالمطالعة، ومناهجنا التعليمية غابت عنها ومنها المادة الثقافية؟

تعود مديرة المدرسة دلال عباس لتشير إلى أن ما يشغل مدارسنا اليوم هو غياب المستلزمات الضرورية المدرسية، فلا الأوراق الرسمية موجودة ولا المحروقات. زد على ذلك الضغط الكبير الذي يعاني منه الطالب، وفترة الانقطاعات، ما يعني أن البرامج والمنهاج قد لا يمكن له أن يكتمل من الآن وحتى غاية شهر نيسان.

وتختم معلمة الحوار حين تقول: مادام ذهن الطالب والمربي مشتتاً وغير مستقر نظراً  للواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب اليوم، فقد يتراجع التحصيل العلمي المدرسي، لأن ذلك ينعكس على التركيز والفهم، فلا توسع لمدارك الطالب أو التلميذ في ظل واقع معيشي صعب.

بالمختصر المفيد: أردنا من حوارنا هذا مع عددٍ من المعلمين والمعلمات بحث قيمة المناهج التعليمية ودورها في تنشئة جيلٍ واعٍ، وتطوير مناهجنا التعليمية وإغنائها بالمادة الثقافية القيمة، وإذ بنا نتحدث عن مستلزمات المدارس وغياب أهم حاجاتها، مثل المحروقات للتدفئة والورق المدرسي والمطبوعات، بانتظار التشاركية من المجتمع الأهلي، فمدارس بلا تدفئة وبلا مستلزمات، هل هذا ممكن؟ سؤال كان حاضراً في حديث كل المعلمات والمعلمين.

Leave a Comment
آخر الأخبار