الحرية- بادية ونوس:
عادة ترتبط انتشار الشائعات بالأحداث التي تعصف بأي مجتمع ، ليزيد الطين بلّة ما تضخه وسائل التواصل الاجتماعي والتلغرام وغيرها من سيل هائل من أخبار غير دقيقة تعمل على نشرها سواء بحسن أو بسوء نية وما يزيد الأمر أهمية أن الطبيعة البشرية تميل إلى تصديق ما يتم ضخه أو نشره، وهذا ما يجعل من الفضاء الأزرق بكل أنواعه بيئة خصبة لإشباع الفضول والنتيجة التأثير السلبي على المجتمع إلى حدّ أنها تسهم في تكوين آراء مسبقة، وحدوث بلبلة وتوتر وقد يتطور الأمر إلى نتائج سلبية تنتج عنها اكتئاب أو توتر … إذاً لنشر الشائعة أسباب وتبعات نفسية أقلها التوتر والاكتئاب أو حتى إثارة الشكوك والبلبة.
من الواقع
من منا لم يتعرض لسماع خبر من هنا أو من هناك؟، قد يمس السمعة أو اتهام شخصية بفساد ما لينتهي الأمر بإدراج الخبر تحت عبارة (شائعات) مع الاستنكار أو الإدانة لمن يعمل على نشرها.
يرى سامي سرحان (موظف) أن الغالبية من الناس أصبح برنامجهم الصباحي تصفح أخبار صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، للاطلاع على آخر الأخبار التي تخص البلد أو الأفراد أو السماع عن جريمة هنا أو هناك وتنتهي بعبارة نقلاً عن قناة يكون لها اسمها وسمعتها، وهذا ما يعطي للخبر مصداقية ووثوقية دون التأكد منها، لينتشر بعدها انتشار النار في الهشيم، وتضيف عليه رانيا طالبة جامعة أن أحد الأسباب انتشار الشائعات هو الاعتماد على وسائل التواصل لنقلها كم كبير من الأخبار بمختلف أنواعها وقد تخدم جهة ما.
د.نجاتي: ينبغي الاعتماد على الإعلام الرسمي بدلاً من ترك الساحة لوسائل التواصل الاجتماعي بتصدر المشهد في نشر معلومات كاذبة
تزييف للحقائق
تعرّف د. غنى النجاتي (صحة نفسية) الشائعة أنها تزييف للحقائق أو الوقائع فكثير ما يكون عن طريق انتشار فيديو أو نشر أكاذيب عن شخصيات معينة بهدف تشويه السمعة أوتحريف الحقائق، قد تمس النزاهة وللأسف تنتشر بشكل كبير بسبب سهولة الهروب أو الاختباء وراء أسماء غير حقيقية، مبينة أن هذا ما نراه من خلال حسابات مزورة بأسماء وهمية ينشر خبراً غير لطيف لجار أو زميل ينشرها، ومن ثم يتم إلغاء الحساب وهذا ما يرقى إلى تسميتها جريمة الكترونية، مؤكدة على أهمية التعامل مع انتشار تلك الشائعات من خلال رفع دعوى و عقوبة من يثبت عليه مرتكبها مشددة عدم السكوت أو الصمت عن انتشارها.
بهدف جمع اللايكات
يوجد أنواع للشائعات منها فردية تمس فرد واحد، أو جماعية تمس مجموعة كبيرة وفق د. نجاتي كما حدث مؤخراً من نشر لشائعة عبر وسائل التواصل حيث تم إخلاء مبنى الإذاعة والتلفزيون وتم تكذيب الخبر بنشر خبر، لكن السرعة المخيفة التي تسببت بانتشاره هذه الشائعة هي ضعف الوعي وقلة الإدارك المعرفي على سبيل المثال فيما تم تداوله من أخبار مزورة بهدف جمع اللايكات والتفاعلات، مؤكدة على أهمية الاعتماد على مصادر رسمية لها سمعتها، والتشكيك في ذاتهم، وهذا وفي غالبية الأحيان يكون الثمن باهظاً لأنه بكبسة زر تنتشرالشائعات، وكثير من الأشخاص يعمدون إلى نشرها مقابل مادي.
تبعات سلبية
السؤال الذي يبرز هنا، هل نشر تلك الأخبار الزائفة التي تدرج تحت اسم شائعة لها تبعات نفسية؟ تؤكد د. نجاتي أنها تترك آثاراً عديدة في مقدمتها تؤدي إلى ضعف بالتحصيل العلمي بسبب ما تسببه من شرود، وقد تسبب ضعف في المناعة الجسدية إذا لم يأخذ الأملاح المعدنية الكافية وكذلك الإصابة بالانفعالات أو الغضب أو قد تسبب الوسواس القهري، والأهم شعور المتلقي بعدم الاطمئنان ووجود أعداء له. وتنصح د. نجاتي بمراجعة مختص نفسي ممكن أن نتخلص من آثارها، لأنه قد تتفاقم تلك التبعات في حال لم تعالج وفق قولها.
توفير المعلومات
وللحد من نشرها تؤكد د. نجاتي على الاعتماد على مصادر موثوقة ورسمية مثل الإعلام الرسمي بأنواعه، وتحليل المعطيات إضافة إلى توفير المعلومات والأخبار حتى لا نسمح لوسائل التواصل الاجتماعي بتصدر المشهد من خلال نشر أخبار مزيفة ما أنزل بها الله من سلطان.