الحرية- حسيبة صالح:
:تخرج كينيا الحلبي من بين الزحام كصوتٍ لا يشبه إلا ذاته. صوت يحمل في نبراته دفء الشرق، وفي طبقاته عمق الغرب، وفي حضوره صدقًا لا يُشترى ولا يُصطنع. مغنية الأوبرا السورية لا ترى الفن مجرد مهنة، بل هو امتداد لروحها، ومرآة لهويتها، ورسالة تتجاوز حدود المسرح.
البداية… من التحدي إلى التجلّي
تتحدث كينيا لصحيفتنا الحرية عن بداياتها بشفافية فتقول: “لم يكن الطريق مفروشاً بالورود، بل كان مليئاً بالتحديات. كنت أبحث عن صوتي وسط زحام الأصوات، وأؤمن أن المثابرة تفتح الأبواب. نقطة التحول جاءت عندما شعرت بأن الجمهور لا يسمعني فقط، بل يشعر بي. حينها أدركت أن الفن الحقيقي هو تواصل إنساني عميق.”
دار الأوبرا… أكثر من خشبة
بالنسبة لها، الوقوف على خشبة دار الأوبرا ليس مجرد أداء، بل لحظة رمزية تحمل في طياتها مسؤولية ورسالة. “هناك، أشعر بأنني جزء من ذاكرة فنية عالمية، وأن صوتي يكتب سطراً في كتاب الجمال الإنساني.”
هوية موسيقية بلا الحدود
كينيا لا تؤمن بالحدود الموسيقية، بل ترى في كل مدرسة نافذة جديدة. “تأثرت بعمالقة الطرب العربي كفيروز وأسمهان، وفي الوقت نفسه وجدت في الموسيقا الكلاسيكية الغربية فلسفة عميقة. هذا المزج منحني هوية موسيقية متوازنة، مفتوحة على العالم.”
الأغنية أثر
حين تختار أعمالها، لا تبحث عن الانتشار، بل عن الأثر. “لا أغني إلا ما يلمسني، وما أشعر بأنه يحمل قيمة. الأغنية بالنسبة لي هي كلمة وصوت ومشاعر يمكن أن تبقى في الذاكرة لسنوات.”
جمهوران وقلب واحد
ترى أن جمهور دار الأوبرا يملك حسًا موسيقيًا عاليًا، بينما جمهور الحفلات أكثر تنوعًا. لكنها تؤمن أن الصدق هو الجسر بين الفنان والجمهور، أيًّا كان نوعه. “في الأوبرا أكون دقيقة، وفي الحفلات أسمح لنفسي بالعفوية، لكن في الحالتين أكون أنا.”
فن منذ الطفولة
منذ طفولتها، كان الغناء وسيلتها للتعبير. واليوم، قبل كل عرض، تمارس طقوسًا خاصة تمنحها الصفاء: “أبتعد عن الضوضاء، أتنفس بعمق، وأردد أدعية تمنحني الطمأنينة. هذه اللحظات تمنحني طاقة إيجابية أخرج بها إلى الجمهور.”
مشاريع قادمة
تعمل كينيا على مجموعة أعمال غنائية جديدة تحمل بصمتها الخاصة، وتكشف عن تعاونات فنية مع أسماء كبيرة في العالم العربي. كما تلمّح إلى تجاربها في التلحين: “جربت في الخفاء، وربما قريبًا أشارك جمهوري بأعمال من تلحيني، حين أشعر بأنها تستحق أن تُسمع.”
الفن جسر وليس ترفاً
ترى أن الفنان اليوم يحمل مسؤولية كبيرة، خاصة في زمن الأزمات. “الفن لا يغيّر الواقع مباشرة، لكنه يغيّر طريقة الناس في رؤيته، وهذا بحد ذاته بداية التغيير.”
امتنان للجمهور
تختم كينيا حديثها برسالة محبة وامتنان: “أهلي كانوا السند الأول، لكن جمهوري هو الدافع الحقيقي لاستمراري. محبتكم هي الوقود الذي يدفعني لأقدّم الأفضل، ولأبقى صادقة مع نفسي ومعكم.