الحرية- سناء يعقوب:
لأنها سوريا، التي كانت أكبر من كل الأحقاد والمؤامرات، ولأنها عطر الكون بقي أبناء الوطن رغم كل الآلام والتحديات يعزفون سيمفونية حب جميلة، عنوانها العشق لكل حبة من تراب سوريا، وليعلنوا من كل شبر من الأرض أن “هنا سوريا”، تلك الصبية الجميلة التي تباهي بحسنها الكون.
لا شك أن المرحلة التي تعيشها بلادنا صعبة وقاسية، وطريقنا الوحيد للنجاة هو التقدم الجاد نحو البناء والترميم، لا نحو التخاذل واليأس، لذلك ليس لدينا شك أبداً أن الرهان الأكبر يقع على عاتق أهل البلد، ليرسموا من جديد اسم سوريا في قلب الشمس.
بالتأكيد بعد التحرير مرحلة جديدة في تاريخنا، لذلك يجب أن تكون حافزاً لكل سوري على امتداد الوطن لأن يسيّج وطنه ويحميه بمآقي العيون، بالحب والتكاتف، بالتسامح والتصالح، لأننا ببساطة نحتاج سوريا اليوم كما تحتاجنا جميعاً، نحتاج كل القلوب المحبة والأيادي لنعود قلباً واحداً غايته إعلاء كلمة الوطن.
واثقون بقدرتنا على الانتقال لمستقبل نتمناه جميعاً، واثقون بالغد لأننا أبناء سوريا، حملة مشاعل الحضارات الراقية التي قدمت للبشرية أدوات انطلاقها وإشراقها، مادام هدفنا هو هذه “السوريا” التي علمتنا عشق الوطن، وعلمتنا أننا سنكسب كل الرهانات لنبقى إخوة شعارهم الحب.
الوطن ينادينا جميعاً فلا تخذلوه، ولنقدم كل ما لدينا من طاقة وعمل ومحبة، لأننا إن فعلنا، فإنما نخذل أنفسنا وأولادنا والأجيال القادمة، فسوريا ليست بحاجة كلمات وبطاقات حب بقدر ما تحتاج من أبنائها صون وحدتها وأمانها وكيانها، ونحن بإرادتنا التي لا تلين، وعزيمتنا التي لا يمكن لأحد أن ينال منها، قادرون على حماية سوريا بالحب والعمل معاً.
باختصار، سوريا للجميع، والمرحلة القادمة سنشعل معها شموع الأمل، لأنها ستكون مرحلة النهوض من الكبوة وبداية رحلة طويلة نحو إشراقات جديدة، كانت وستبقى أحد العناوين التي تميز وطن الحضارات ومهد الديانات، ولأجل سوريا نحن مدعوون لاجتراح المعجزات لإنقاذ وطننا الغالي بالحب والتسامح وإعادة البناء.