انطلاق المؤتمر الدولي “إحياء المكتبة الوقفية بحلب” لوضع خطط تأهيلية لصرح علمي تاريخي

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – أنطوان بصمه جي:

انطلقت صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي “إحياء المكتبة الوقفية بحلب” تحت عنوان “تأهيل التاريخ لصناعة المستقبل” وذلك في معهد دار التراث العلمي العربي بجامعة حلب، في خطوة عملية تهدف إلى صياغة رؤية شاملة لإعادة تأهيل أحد أهم المراكز العلمية والتراثية في المدينة والعالم الإسلامي.

ويأتي المؤتمر برعاية وزارتي الثقافة والأوقاف، ليؤكد الأهمية الوطنية للمشروع الثقافي التنويري، حيث شارك معالي وزير الأوقاف الشيخ محمد أبو الخير شكري، ومعالي وزير الثقافة الدكتور محمد ياسين صالح، إلى جانب نائب محافظ حلب المهندس فواز هلال، ورئيس جامعة حلب الدكتور أسامة رعدون، وعدد كبير من الباحثين والمختصين في مجال التراث والمخطوطات والدراسات المكتبية من داخل سورية وخارجها.

وتركزت المناقشات على وضع آليات حديثة لحفظ وصيانة آلاف المخطوطات النادرة والكتب الوقفية التي تمثل رصيداً معرفياً وحضارياً كبيراً، باعتبارها جزءاً أصيلاً من الذاكرة العلمية ومن المكونات الثقافية المهمة لمدينة حلب التاريخية.

ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر جلسات حوارية ومحاور بحثية متخصصة، تناقش توظيف التراث الوقفي المكتوب في دعم البحث الأكاديمي وخدمة العلوم الإنسانية، وبناء رؤية مستقبلية تمكن المكتبة من استئناف دورها التنويري والمساهمة في صناعة المعرفة، كما تستعرض التجارب الدولية في حفظ المخطوطات وترميم المكتبات التاريخية.

وأكد المشاركون على أن إحياء المكتبة الوقفية ليس مجرد ترميم لجدران فقط، بل هو استثمار في العقل والهوية، وإعادة ربط للحاضر بماضيه العلمي الزاخر، بما يعزز الدور الثقافي لمدينة حلب ويسهم في تعافي نسيجها المجتمعي.

ويهدف المؤتمر، الذي تستمر فعالياته على مدى يومين، إلى بحث السبل العلمية والعملية الكفيلة بإعادة تأهيل المكتبة الوقفية في حلب وإحياء دورها التاريخي الرائد، بعد أن تعرضت للإهمال والتلف خلال سنوات الحرب.

وتختتم أعمال المؤتمر غداً الأربعاء بإصدار مجموعة من التوصيات العملية والقابلة للتنفيذ، تهدف إلى وضع إطار زمني وبرنامج عمل شامل بالشركة بين الجهات الحكومية والأكاديمية والمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث، لضمان حفظ هذا الإرث الوطني وإتاحته للأجيال القادمة كمنارة للعلم والمعرفة.

Leave a Comment
آخر الأخبار