الحرية- وليد الزعبي:
يكاد لا يغيب صوت الحفارات عن مسامع المرء أينما ذهب وأينما حل في الأرياف، ويشتد أكثر حين يحل الليل بسكينته، إذ تشعر وأنت تضع رأسك على الوسادة وكأن “إزميل” الحفارة يدق في رأسك.
ليست المشكلة في الأصوات رغم إزعاجها، بل الواقع المتردي الذي آل إليه قطاع مياه الشرب، حيث إن حفر الآلاف من الآبار الزراعية العشوائية المخالفة في ظل الجفاف وانخفاض الهطل المطري فاقم المشكلة، والشواهد على المنعكسات السلبية لذلك كثيرة، حيث جفّت العديد من الينابيع والآبار وانخفضت غزارت أخرى، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه فستلحق بها أخرى.
الأمر ليس بجديد، بل تناولناه في صحيفتنا “الحرية” أكثر من مرة، لكن تسببه بمعاناة شديدة للسكان في مناطق مختلفة واحتمال اتساع تلك المعاناة مع استمرار استنزاف المصادر المائية، يدعو إلى التنبيه بشكل مركز ومتتالٍ إلى الخطر المحدق بنا على صعيد مياه الشرب، ولكم أن تتخيلوا مدى استفحال حفر الآبار من خلال تبيان أن أي شخص يرغب بحفر بئر أن يحجز دوراً قد يمتد لشهرين أو أكثر حتى يحين.
المأمول تفعيل أكثر لعمل اللجنة المشكلة لمتابعة هذا الملف، وكذلك لدور الضابطة المائية، توازياً مع استمرار دعم الجهات ذات الشأن للحدّ ما أمكن من تسارع وتيرة حفر الآبار العشوائية، والمهم أيضاً مساهمة المجتمع المحلي بالتوعية إلى أن المنعكس المترتب على الضائقة المائية سيطولنا جميعاً، وأن كأس ماء الشرب كأولوية يتبدّى على أي شيء آخر.
لا تتوقف

Leave a Comment
Leave a Comment