الحرية- إلهام عثمان:
في ظل تعلقنا المتزايد بالقطط، تلك الكائنات الرقيقة التي تضفي على بيوتنا دفئاً وحباً لا يضاهى، يصبح من واجبنا أن ندرك مسؤوليتنا تجاهها، إذ إن الحب وحده لا يكفي، بل يتطلب منا فهماً عميقاً لاحتياجاتها، وتجنباً للأخطاء التي قد تعرضها للخطر، ومن بين هذه الأخطاء الشائعة، يبرز تحميم القطط والذي قد يتحول من فعل للعناية إلى فعل قاتل إذا لم يتم بحذر ودراية.
وهنا يحذر الاختصاصي د. أحمد السعدي طبيب بيطري من خلال حواره مع صحيفتنا “الحرية”، من أخطاء قاتلة يقع فيها مربو القطط عند تحميمها، والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، من خلال إصابتهم بالصرع والموت.
صدمة قاتلة
ويشير السعدي إلى أن الخطأ الأكثر شيوعاً والذي يقع فيه الكثيرون، هو عدم التحقق من درجة حرارة الماء عند تحميم القطط، إذ إن القطط والأرانب أيضاً تكون في تلك الحالة عاجزة عن تنظيم درجة حرارة أجسامها بشكل فعال عند تغطيسها في “الماء البارد “على وجه الخصوص.
حيث يمكن أن تنخفض درجة حرارة جسمها بشكل كبير، ما يؤدي إلى “الصدمة الحرارية”، حيث تدخل في حالة صرع وتبدأ أعضاؤها الحيوية بالتوقف عن العمل، لذا يجب تحميمه بالماء الدافئ دائماً وذلك لضمان سلامته.
السعدي: الصدمة الحرارية تجعل القطط تدخل في حالة صرع وتبدأ أعضاؤها الحيوية بالتوقف عن العمل
تعذيب أم تنظيف؟
كما يبين السعدي أنه إلى جانب خفض درجة الحرارة بشكل مميت، يعتبر التغطيس الكامل للقطط في الماء مضراً بها، بل قد يعتبر نوعاً من التعذيب، لا سيما أن المعروف عن القطط أنها تكره الماء لسببٍ وجيه؛ وهو أن أجسامها الصغيرة لا تتحمل الانغماس في الماء لفترات طويلة.
وهنا يكون الحل ووفقاً لرأيه، باستخدم منشفة أو إسفنجة مبللة لتنظيف القطة عوضاً عن تغطيسها في الماء، إلا إذا كان هناك سبب ضروري لذلك.
خطأ أكبر!
ويصف السعدي بأن ترك القطط لتجف بشكلٍ طبيعي، أو تجفيفها بسرعة بمنشفة، بأنه أكبر خطأ يقوم به مربو القطط، خاصةً مع القطط ذات الشعر الطويل، إذ إن تركها رطبةً يعرضها لانخفاض المناعة، ما يجعلها عرضةً للأمراض، كما أن تعرضها لتيار هوائي وهي مبللة قد يؤدي إلى انخفاض حاد في درجة حرارتها، والإصابة بـ “هيبوثرميا حادة” (انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل خطير).
أما عن الطريقة الصحيحة وحسب رأي السعدي، يكون بتجفيف القط جيداً باستخدام مجفف الشعر على درجة حرارة معتدلة، مع الحرص على عدم تركه ليجف تماماً بشكل طبيعي.
ضرر يفوق النفع
وهنا يشرح السعدي، بأن القطط تعتبر حيوانات نظيفة بطبيعتها ولا تحتاج إلى الاستحمام المتكرر، ويقدر السعدي أن العدد الطبيعي للاستحمام المسموح به للقطة هو حوالي 7 مرات في السنة فقط، أي بمعدل مرة كل شهرين تقريباً، مع التحذير من تجنب الاستحمام المتكرر إلا للضرورة القصوى.
تحذير
وهنا يوضح السعدي، بأن القطط الصغيرة تحتاج خلال الأسابيع الأولى من حياتها، إلى مصدر حرارة خارجي، لأنها لا تستطيع تنظيم حرارتها بنفسها، وحذر وبشدة من تبليلها بالماء قبل عمر 4 أسابيع لأنه قد يكون قاتلاً، أما في الشهرين الأولين، يفضل عدم تحميمها إلا للضرورة القصوى أيضاً.
كيف ننقذ قطاً؟
يشرح الدكتور السعيد أن الهيبوثرميا هي انخفاض مرضي في درجة حرارة القط إلى أقل من 38 درجة مئوية، و التي تظهر أعراضها على شكل إزرقاق الشفاه لديه و إبيضاض في الغشاء المخاطي للعين بالإضافة لنوبات صرع مع عدم القدرة على الوقوف.
ويضيف السعدي أنه في تلك الحالة، يجب إسعاف القط فوراً باستخدام مجفف شعر على درجة حرارة دافئة، مع تحريكه باتجاه واحد حول القفص الصدري، و عندما يستعيد وعيه، نضعه في مكان دافئ ونراقبه جيداً، مع الحذر من تعريضه للحرارة المفرطة، إذ إن الضربة الحرارية هي قاتلة أيضاً بالنسبة للقطط.