الحرية – وليد الزعبي:
لاتزال التعديات على مختلف المواقع الأثرية في درعا متواصلة بحثاً عن كنوز ولقى للمتاجرة بها، ولم تعد تلك التعديات في الخفاء بل أصبحت في العلن، ولا تقتصر على التنقيب اليدوي بل تستخدم آليات ثقيلة من (تركسات وبواكر).
وأوضح رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصرالله في تصريح لصحيفة “الحرية” أن أعمال التنقيب السري استشرت مؤخراً، وهو مايؤثر سلباً على الإرث الثقافي السوري، وبيّن أن التعديات طالت المباني الأثرية والخرب والتلال ومحطات ومسار الخط الحديدي الحجازي.
ولجهة الأبنية تم هدم بيت المذايبة الأثري في مدينة نوى، وتم الادعاء على الشخص الذي قام بأعمال الهدم، كما تعرضت عدة بلدات قديمة ضمن مناطق إزرع والمزيريب والقنية وداعل وموثبين وعتمان والشيخ مسكين وغيرها لأعمال هدم أبنية أثرية وإنشاء أبنية بيتونية مكانها، علماً أنه تم توجيه البلديات للمساهمة في الحفاظ على البلدات القديمة قدر المستطاع لأنها جزء من النسيج الحضاري للبلاد.
وأشار إلى أن مباني محطات القطار التابعة للخط الحديدي الحجازي مثل غرز ودرعا وخبب وخربة غزالة ومحجة وبصرى وغيرها، وكذلك مسار الخط الحديدي جميعها تعرضت لحفريات سواء داخل بناء المحطات أو تحت الخطوط، وهناك جسور أثرية تم نزع أحجار من أجسامها مثل جسر العلان في الريف الغربي عند منطقة تسيل.
وكذلك لم تسلم التلال حسب قول رئيس الدائرة، مثل الأشعري والمزيريب وأم حوران وعشترة، إضافة إلى الخرب الأثرية، فكلها طالتها التعديات مثل خربة غرز والسامرية وغيرها بالحفر بآليات ثقيلة مثل التركسات والبواكر.
تجدر الإشارة إلى أن الحفريات باتت تعتمد على أجهزة حديثة للبحث والكشف عن الدفائن، وهذه الأجهزة أصبحت منتشرة بكثرة، ما يهدد بنهب جميع اللقى والكنوز الأثرية للمتاجرة بها وتهريبها خارج الحدود، وهو ما يعني خسارة هذه الثروة الوطنية المهمة التي تعد شاهداً على العديد من الحضارات العريقة التي تعاقبت على منطقتنا.