لا تكتمل الطقوس من دونها.. القهوة العربية الراعي الرسمي لضيافة العيد في درعا

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح:

كانت القهوة العربية (المرة) ولا تزال تتربع على عرش الضيافة في الأعياد والمناسبات في محافظة درعا، وتعد المشروب الأول الذي لا غنى عنه ولا تكتمل طقوس العيد من دونه، حيث تفوح رائحة القهوة العربية الزكية من البيوت معلنة الترحيب بالأهل والأصدقاء بعد صلاة العيد، وهي من العادات الموروثة التي تؤكد كرم الضيافة وأصالة التقاليد.

يؤكد الحاج أبو عصام من بلدة القنية في الريف الشمالي من المحافظة، تجذر مكانة القهوة العربية في ثقافة أهالي المحافظة، فهي تعكس حسن الضيافة والاحترام والتواصل، ولا يكاد يتخلف بيت عن تجهيزها بصرف النظر عن مكانة صاحب البيت أو حالته المادية، إذ يمكن القول إنها الراعي الرسمي للأعياد والمناسبات.
ويشير إلى أنه لا يزال يحرص على اقتناء القهوة الخضراء حيث يقوم بتحميصها بنفسه باستخدام (المحماسة)، التي يقوم من خلالها بتقليب حبات القهوة لتكتسب اللون الذي يفضله ثم يقوم بنشرها وتبريدها ثم طحنها، لافتاً إلى أن كثيرين باتوا يفضلون شراء القهوة المطحونة توفيراً للوقت والجهد، ثم يتم تخميرها في دلة القهوة ذات الفوهة الطويلة مع المياه المغلية، ويتم دمجها مع الهيل لتأخذ نكتها المميزة.
وتختلف نكهة القهوة العربية باختلاف جودتها وطريقة تحضيرها، ووفقاً لما يقوله أحمد الإبراهيم، فإنه يفضل القهوة الكولومبية التي تشتهر بمذاقها الثقيل ونكتها المميزة، في وقت يفضل فيه آخرون القهوة البرازيلية أو غيرها، مشيراً إلى أنّ طريقة التحضير تلعب دوراً مهماً في جودة المذاق، فكلما طالت فترة غلي القهوة على نار هادئة، اكتسبت نكتها المميزة، على حدِّ وصفه.
وكشف الإبراهيم أنه نتيجة ارتفاع أسعار القهوة وما يتطلبه إعدادها من وقت وجهد وتكاليف وبسبب قلة الغاز المنزلي، اتجه كثيرون إلى القهوة العربية الجاهزة التي تباع في الأسواق إما على شكل قهوة جاهزة في عبوات زجاجية أو مطحونة وجاهزة للحل بالماء حيث يمكن إضافة مادة الهيل لها حسب الحاجة.
وكغيرها من أصناف القهوة شهدت القهوة العربية ارتفاعاً في أسعارها في السوق المحلية ولم تتأثر كثيراً بانخفاض سعر صرف الدولار كما حدث مع معظم أسعار المواد الغذائية الأخرى، إذ يتراوح سعر الكيلو المطحون بين 150 و200 ألف ليرة، بفارق بسيط عن أسعارها في مواسم سابقة، وهو ما عزاه أحد التجار إلى ارتفاع أسعار القهوة عالمياً وزيادة تكاليفها في البلدان المنتجة إما بسبب تراجع الإنتاج أو نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن.

Leave a Comment
آخر الأخبار