لا للانتظار..!

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- عمران محفوض:

يتساءل البعض لماذا لم يتم دعوة أهل الاقتصاد من أكاديميين ورجال أعمال ومستثمرين وأصحاب مراكز أبحاث وخبرة لتقديم مقترحات بشأن تعديل بعض القوانين والتشريعات النافذة وصياغتها على النحو الذي يتوافق مع النهج الاقتصادي المقترح للمرحلة المقبلة..؟ وذلك أسوة بدعوة المحامين والقضاة وأساتذة كليات الحقوق للمشاركة في إعداد مشروعات تعديل بعض القوانين والمراسيم الصادرة خلال سنوات حكم النظام السابق وربما قبل تلك الفترة..!
سؤال مشروع .. إلا أن هناك من يجيب قائلاً: أليس البلد بلدنا… ومن واجبنا جميعاً المشاركة في نهضته وتحسين أحوال مواطنيه وزيادة موارده وصولاً إلى تحقيق التنمية الشاملة على الصعد كافة؟
أليست الجامعات مؤسسات متكاملة ولديها ما يكفي من باحثين وفنيين وأكاديميين ومكتبات تحتوي على عشرات الكتب والأبحاث ومجلدات تضم أشهر التجارب العالمية حول النهوض الاقتصادي من تحت الركام لعدد من الدول التي تشبهنا في الحالة الراهنة لبلدنا.. وربما كان وضعها أسوأ من حيث الإمكانيات المادية والتقنية والموارد الطبيعية والبشرية.. ومع ذلك حققت بعض تلك الدول قفزات نوعية على المستوى الاقتصادي الدولي وأصبحت اليوم في مصاف مجموعتي الدول السبع أو العشرين أو في الطريق للالتحاق بصفوفهم.
لذلك وانطلاقاً من تلك الإمكانيات المتوافرة في جامعاتنا ومراكز أبحاثنا ندعوها إلى المبادرة لعقد حوارات مركزية وجلسات نقاشات موسعة تفضي إلى مقترحات وأفكار تعين الحكومة الجديدة الحالية أو المقبلة على اتخاذ القرارات المناسبة على الصعد كافة التشريعية والاستثمارية والاقتصادية، وتختصر لها فترة الانتقال من نهج اقتصادي معمول به إلى آخر مقترح.. فهل هذه النشاطات بحاجة إلى “عزيمة”؟
الحقيقة لم نأت بجديد إذا ما قلنا: إن هذه حال معظم الأكاديميين في بلدنا ومنذ عقود، إنهم منفصلون عن الواقع الاقتصادي الوطني.. موقعهم دائماً مع الجمهور.. دورهم فقط التصفيق للفريق الفائز وفي أسوأ الأحوال انتقاد الخاسر إذا ما طلبت منهم جهة إعلامية أو رسمية ذلك، أو كانت صفحات التواصل الاجتماعي سبيلهم المخلص لتنفيس ما يجول في صدورهم من مشاعر ساذجة لا ترقى لأن تشكل مدامك لأفكار بناءة في المجال الاقتصادي في هذه المرحلة وما سوف يتلوها من سنوات قادمة… سوريا بحاجة إلى مبادرات من جميع أبنائها في الدخل والخارج كل حسب إمكانياته المالية والعلمية والفنية وحتى العضلية والفكرية ليكونوا عوناً لها لا عبئاً عليها في هذه الفترة الصعبة.. أما الانتظار وتكتيف اليدين فهذه ليست من شيم السوريين المعتادين على النخوة في مساعدة جميع من طلب مساعدة بلدهم .. اليوم سوريا في حاجة لكم فكونوا معها وإلى جانبها كما كنتم في عون ودعم كل محتاج إلى مساعدة في أصقاع العالمين العربي والأجنبي.. دعوة صادقة لكل السوريين على اختلاف أوجاعهم ومعاناتهم.. أماكن سكنهم ومستويات فقرهم وغناهم.. أحلامهم وآمالهم.. لا فرق بينهم، المهم أن يعزم الجميع على المساهمة في إعادة إعمار سوريا بالشكل الذي يفتخر بها.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار
حلب تتحضّر لاستقبال شهر رمضان الكريم.. ومبادرات اجتماعية لمساعدة الأسر المتعففة والأكثر احتياجاً تهدف إلى معالجة الفقر والتمييز والظلم.. ما هو واقع تطبيق مفهوم العدالة الاجتماعية في سوريا؟ القائم بأعمال وزارة الصحة يبحث سبل تعزيز التعاون الصحي مع وفد من الهلال الأحمر‏ القطري مربو الثروة الحيوانية في مأزق.. وخبير يدعو إلى تطوير البادية كخطوة أولى لإنقاذ القطيع ثروة ضائعة استنزفها التهريب والسرقة.. لا إحصائية حقيقية للإبل الشامية و75٪ منها صار في العراق لجوء السوريين إلى مدخراتهم مؤشر على تدهور الحالة الاقتصادية العامة خبير يدعو إلى نظام ضريبي عادل بعيداً عن تكريس حالة الإلغاء للرسوم الضريبية والجمركية ترامب يقود حملة "تطهير" في الجيش الأميركي  مسارات الثقة والتفاؤل تتعزز.. اجتماع أوروبي الإثنين يعلق رسمياً العقوبات على قطاعات المصارف والطاقة ... أجواء غائمة مع فرصة لتساقطات ثلجية على أغلب المناطق أكثرها في الأرياف