لحوم  مفرومة ومواد غذائية حساسة على البسطات ضمن أسواق العاصمة 

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:
من الطبيعي جداً عندما تغيب الرقابة التموينية والصحية عن الأسواق أن تنتشر الفوضى بكثرة، حيث يصبح المحظور فيها أمراً سهلاً، ويكون لأصحاب النفوس الضعيفة من بائعي الأسواق دوراً كبيراً في ذلك.
اليوم ما يحصل في الأسواق المحلية مؤسف وخطير جداً بعد التمدد الكبير للبسطات، والتي أصبحت تحتوي على مواد غذائية كاللحوم والفروج غير معروفة المصدر.
والمعلوم أن هذه الأصناف من المواد الغذائية بحاجة إلى حافظات وأماكن صحية، والمخيف في الموضوع هو التهافت الكبير على تلك اللحوم من قبل رواد تلك الأسواق، والسبب هو وجود فارق سعري كبير بين ما يعرض على هذه البسطات وبين المحلات المرخصة أصولاً،  ولطالما أن الموضوع يتعلق بصحة وسلامة المواطن فمن الضروري، تذكير المعنيين بالإسراع في ضبط الأسواق ومتابعة انتشار بسطات اللحوم، وإلا حتمية النتائج تكون سلبية على المستهلك  وللأسف بدأنا نلمس جزءاً منها والشواهد كثيرة، منها ما حصل الأسبوع الماضي بريف دمشق  في قريتي دير قانون وكفير الزيت من حالات تسمم غذائي طالت معظم القاطنين، نتيجة تناول الأهالي لتلك المواد.
بالأمس جالت صحيفة الحرية في أزقة سوق الهال القديم وهو بالقرب من شارع الثورة وسط العاصمة دمشق،  حيث سجلت الصحيفة وقائع تمثلت ببسطات للّحوم المفرومة، واللحوم الممزوجة بالدهون والأسماك البحرية والنهرية عند مدخل السوق  وهي مرمية على الأرض، وأسعارها منخفضة عن أسعار المحال المرخصة، إضافة إلى وجود معلبات بأشكال مختلفة ليس عليها تاريخ صلاحية، إلى جانب تواجد المشروبات الرمضانية والمصنوعة حسب شهادة البعض من خلال خلط المياه بملونات صناعية، وبيع أدوية  بشرية على زوايا السوق، حيث لا حسيب ولا رقيب على كل ما تم ذكره، والمفارقة الغريبة هو أن كل ذلك لا يبعد سوى أمتار قليلة عن أماكن تواجد الجهات الصحية والتموينية.
أمين سر جمعية حماية المستهلك المهندس عبد الرزاق حبزة أشار إلى أن أساس عمل الجمعية هو الحفاظ على حقوق المستهلك الصحية والمادية والاجتماعية، وأن مرد وجود غذاء فاسد في الأسواق هو نتيجة غياب الرقابة الصحية والتموينية بشكل كلي عنها.
وأوضح أن أغلبية المواد الغذائية المعروضة على البسطات لا تخضع إلى المواصفة السورية نتيجة دخولها إلى البلد عن طريق التهريب،  كما أن التحليل المخبري غير قادر على  التغطية الكاملة لفحص وتحليل تلك المواد، حيث دور الجمعية يقتصر على استقراء الأسواق من دون التدخل في عمل الضابطة التموينية.
منوهاً  بانتشار حالات التسمم مؤخراً  في عدة مناطق في الريف والمدينة، وذلك نتيجة استهلاك تلك المواد الغذائية.
وبين حبزة في تصريح خاص لصحيفة الحرية  استعداد الجمعية كمجتمع أهلي للتعاون مع الجهات المعنية لضبط هذه المخالفات في الأسواق، ولاسيما أن لدى الجمعية فريق عمل تطوعياً، وهو ذو خبرة في الأسواق.
ولم يخفف حبزة الصعوبات التي تعترض عمليات المتابعة والمراقبة الكاملة للأسواق، والتي تتمثل في الكم الهائل لتلك المواد، إضافة إلى طريقة انتشارها، وبالتالي لابد من التعويل على المستهلك بالمقام الأول، على وعيه وتعاونه والتزامه بالإرشادات والتوجيهات الخاصة بذلك.

Leave a Comment
آخر الأخبار