الحرية- سناء يعقوب:
مشادات كلامية وصراخ وأرواح حائرة تبحث عن الأرخص ثمناً دون جدوى، هكذا كانت مشاهداتنا وحصيلة جولتنا على منطقة المزة والتي سجلت فيها الأسواق أهدافاً متتالية، تزامنت مع اليوم الأول من رمضان، حتى التسعيرة الواضحة والمعلنة غابت عن واجهات المحال من دون حسيب أو رقيب، ووحدها أصوات الناس بقيت تتعالى بعجز وقلة حيلة، وهم يرون أنفسهم في قبضة تجار اعتقدوا أن رمضان كريم على جيوبهم فقط!
ما يثير السخرية أن مبررات رفع الأسعار جاهزة، والحقيقة أن الأسواق لا تحكمها الأخلاق ولا المنطق، والمضحك المبكي أن مسوغات الباعة وتفاوت أسعارهم يردونه إلى أننا في شهر الصيام، فماذا تركوا للمحتاجين وللفقراء؟
بصراحة، طعم شهر رمضان المبارك ليس كما نتمنى، فقد تغير بين غصة وألف غصة، وبين السعي وراء لقمة العيش وتأمين مصاريف قد تبدأ بالغذاء ولا تنتهي بالدواء!
الوجع يتزايد ومحاصرة التجار للفقراء و الإثراء على حسابهم صار كبيراً، أما المحاسبة والرقابة فهما غائبتان، وكل ما نحتاجه سريعاً رفع الضيم عن الفقراء الذين باتوا يستغيثون من فقرهم وحاجتهم!
لسنا بخير.. هذا ما خلصنا إليه جميعاً منذ سنوات، فالصمت حاضر حتى وإن تكلمنا، لسنا بخير.. شعور نعيش فصول حكاياته منذ زمن ليس بالقريب، بدأ مع كل بائع وتاجر ومع كل فاسد و مستغل، وانتهى مع مواطن لا يزال «يركض» وراء لقمة عيشه لإطعام أفواه جائعة!
والمضحك المبكي ومع العجز في تأمين أبسط احتياجات الإنسان وغلاء الأسعار، نسي المواطن أو تناسى مسألة جودة الغذاء، وما يقدم في الأسواق وحتى في المطاعم والتي باتت منفصلة عن الواقع و غائبة تماماً عن أعين الرقابة، سواء من حيث الأسعار أو سلامة الوجبات الغذائية!
ويبقى السؤال لمن يشتكي المواطن إذا كانت ضمائر التجّار غائبة، وعناصر الرقابة لا تكفي؟! وحتى تتحسن الأحوال سنبقى نقول: كل عام وفقراء وطننا الغالي بألف خير.