لقاء شي – ترامب.. نزال لن يخرج منه إلا منتصر واحد

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- مها سلطان:

على قدر الحرب التجارية المحتدمة تصاعدياً بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.. تأتي التحليلات بما يماثلها أو يتجاوزها لناحية التوصيف والتوقعات المستقبلية.

يتساوى في ذلك الإعلام الأميركي والأوروبي وصولاً إلى وصف اللقاء المرتقب هذا الشهر بين الرئيسين، الأميركي دونالد ترامب، والصيني شي جين بينغ، بأنه نزال لن يخرج منه إلا منتصر واحد، على حد تعبير صحيفة «الغارديان» البريطانية في عددها اليوم، معتبرة أن الصين بقيادة شي تتقدم إلى موقع الصدارة عالمياً على حساب الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب.

وتضيف: إن السباق بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة في القرن ال21 يشهد تقدُّماً سريعاً من جانب الرئيس الصيني «مدعوماً بأخطاء ترامب الاستراتيجية».

وترصد الصحيفة البريطانية جدلاً محتدماً في الولايات المتحدة وبريطانيا حول أهداف النظام الصيني، وعمّا إذا كانت بكين عدوّة أم أنها فرصة استثمارية؟

وتجيب الغارديان: إن الرئيس الصيني يقدّم جواباً صريحاً مُفاده أن تعزيز السيطرة الصينية على الصادرات العالمية من المعادن النادرة والمغانط على نحو يشبه الاحتكار – هو عمل مُضرّ بشكل مُتعمَّد بمواجهة قوة مُعادية.

وتنبه الغارديان إلى أن هذه المواد، التي تحتكر الصين صادراتها عالمياً، هي ضرورية لتصنيع معظم الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك الهواتف والسيارات، لكن الأخطر من ذلك أن منتجات المعادن النادرة تدخل في تصنيع صواريخ كروز والطائرات المقاتلة والغواصات النووية والمسيّرات وغيرها من أنظمة التسلّح الحديثة.

وتحظر القوانين الصينية الجديدة استخدام تلك المواد لأيّ غرض عسكري، ما دفع حكومات غربيّة إلى البحث عن بدائل؛ وترى الغارديان أنه في حال بدأ سريان هذا الحظر الصيني بداية من الشهر المقبل، فسوف يؤثر ذلك على تزويد الغرب لأوكرانيا بالسلاح ضد روسيا – حليفة الصين.

كما تسعى الصين، وفقاً للغارديان، إلى السيطرة على استخدام هذه المواد عبر تدشين مؤسسات خارج الصين وعبر البحار تقوم بتصنيعها – على خُطى الولايات المتحدة التي تفعل ما يشبه ذلك منذ عام 1959.

وبذلك تدخل بكين في مواجهة مع واشنطن في مضمار بدأته الأخيرة قبل عقود وهو استخدام التجارة كسلاح لأغراض سياسية.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب غضب بشدّة لدى إعلان الصين عن هذه التدابير الجديدة، مُهدّداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة، وبإلغاء لقائه المرتقب مع نظيره الصيني، لكنْ وسط ما أحدثه ذلك من ذُعر في الأسواق، اضطرّ ترامب إلى التراجع.

على أن العقوبات التجارية من جانب كلّ من البلدين تجاه الأخرى لا تزال مستمرّة، بما يعزّز المخاوف من ركود اقتصادي عالميّ.

وتنبه الغارديان إلى أن «ترامب كعادته يمضي بلا خُطة وليس لديه أدنى فكرة عما يأتيه من أفعال، بخلاف شي جينبينغ الذي يبدو عازماً على مواجهة نظيره الأمريكي إذا ما أصرّ الأخير على حرب تجارية شاملة».

وتختم الغارديان: إن الصين تقف على ما أدّت إليه سياسات ترامب الخاصة بـ «أمريكا أولاً» من تهميش للحلفاء القُدامى والجُدد على حد سواء، موْجِدة بذلك فراغاً يمكن أن تملأه الصين.. وبينما تتقهقر الولايات المتحدة، تتقدّم الصين بقيادة شي جينبينغ، الذي يبدو عازماً على وضْع بلاده في موضع الصدارة عالمياً.

Leave a Comment
آخر الأخبار