الحرية – دينا عبد:
تجسد لمة العائلة في شهر رمضان المبارك معاني اجتماعية ودينية، وتعزز الروابط بين أفراد العائلة، فهي فرصة للتواصل وصلة الأرحام.
عامر عبدالله (موظف) يستذكر طفولته عندما كان صغيراً وبدأ أهله يعودونه على الصيام؛ اليوم يروي عامر لأطفاله الصغار تلك الذكريات، حيث كان يعود من المدرسة مسرعاً ليساعد والدته في تجهيز الإفطار، ليشغل وقته في الساعة المتبقية قبل الأذان، وأخبرهم كيف سهل عليه الطقس البارد الاعتياد على الصيام في محاولة لتشجيعهم على الاستعداد له.
أما رهام دياب (ربة متزل) فقد تذكرت كيف كانت تتجمع العائلات في أول أيام رمضان، مشيرة إلى أنه فرصة لاسترجاع الذكريات وسط أجواء روحانية دافئة.
كذلك هذا ما شعرت به أم خليل (مع أحفادها) التي أعادتها أجواء رمضان الشتوية إلى ذكريات رمضانية مضت، فوعدت أحفادها بأن تحكي لهم، في كل زيارة لهم خلال الشهر الفضيل، كيف كانوا يقضون أيام رمضان في الماضي، وما العادات التي جعلت تلك الأيام مميزة.
اختلاف
من الجانب الاجتماعي، يوضح خبير التنمية البشرية م. محمد خير لبابيدي لصحيفة “الحرية” أن الناس تتشابه في العادات الاجتماعية في شهر رمضان وتصبح الفرصة مهيأة للتلاقي والاجتماعات الأسرية ولاسيما على موائد الإفطار والسحور ، وهذه العادات الرمضانية تعيد الإنسان لطبيعته الاجتماعية لكن ظروف الحياة وتكنولوجيا الحياة تصرفه عن طبيعته، فالدافع وراء هذه الأمور روحاني وكما يقال (خير الطعام ما تكاثرت عليه الأيدي).
وأشار لبابيدي إلى أن هذه العادات من الصعب أن تموت لأن لها ثواباً عظيماً،
فالأيام الأولى من شهر رمضان تحمل طقوساً خاصة، إذ يمتزج فيها الشعور بالسكينة والراحة والفرح مع إحساس الجوع والعطش، ما يجعله يوماً مليئاً بالمشاعر المختلطة.
كما يوضح أن هذا اليوم يشهد تغيراً في العادات اليومية ونظام الحياة، حيث تتبدل الساعة البيولوجية للفرد، ما يجعله بمثابة نقطة البداية لشهر الخير.
ولفت لبابيدي إلى أن اليوم الأول من رمضان يعد يوماً مهماً في حياة الكثير من الأسر السورية، إذ يشكل فرصة للاجتماع العائلي، ما يعزز أواصر التماسك والتعاضد بين أفرادها، كما أن الناس في هذا اليوم حريصون على تفقد بعضهم بعضاً، فالأب والأم يسألان عن أبنائهم وإخوتهم، لأنه يوم جديد تتغيّر فيه تفاصيل الحياة اليومية وتبقى اللقاءات والزيارات هي ما تترجم صلة الأرحام على أرض الواقع.