الحرية- فردوس دياب:
رمضان، شهر الخير والفضائل، وشهر مكارم الأخلاق، ففيه تسود المحبة والتسامح ويصبح النقاء عنواناً لكل تفاصيل حياتنا ومعاملاتنا اليومية مع الآخرين،خصوصاً بين أفراد الأسرة والأهل والأقارب.
وأكثر ما يميز أمسيات وأيام رمضان، هو اجتماع العائلة والأهل والأقارب، وهو ما يعرف عند السوريين ب”لمة العيلة” ، حيث يجتمع الجميع ويتبادلون أحاديث الود والمحبة والذكريات، والتي من شأنها أن تدعم العلاقات الأسرية وصلة الرحم، هذا بالإضافة إلى أن اجتماع العائلة يعكس روح الشهر الفضيل الذي ننتظره من العام إلى العام.
أسرة متماسكة
الدكتورة سمر الشكعة الاختصاصية بالتربية الخاصة، أكدت أن اجتماع الأسرة بكبارها وصغارها في أيام رمضان على مائدة الإفطار، وما بعد الإفطار، يؤدي إلى تقوية الروابط الأسرية التي من شأنها أن تعزز ثقة أفرادها وتمتن علاقتهم بعضهم البعض، وبالتالي تصبح الأسرة أكثر تماسكاً من الناحية الاجتماعية، وهو الأمر الذي ينعكس على قوة وترابط المجتمع.
ذلك أن الأسر المفككة، بحسب الشكعة تؤدي إلى مجتمع متفكك وضعيف وهش يعاني من كثير من الأمراض الاجتماعية والسلوكيات والأخلاقية.
طقوس رمضان
وأوضحت الاختصاصية بالتربية الخاصة أن “لمة العائلة ” في رمضان تعيد إلى المجتمع السوري ألقه وعاداته الحسنة المتوارثة عن الأجداد، خاصة إذا اجتمع فيها الجدود والجدات والآباء والأمهات والأحفاد والحفيدات، حيث تكون الأحاديث والقصص المتداولة بحجم أولئك الكبار الذين تعلمنا منهم قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا.
وبالإضافة إلى كونها تعزز طقوس رمضان وفضائله وفرائضه وسننه الإيمانية المتمثلة بالصيام والقيام وقراءة القرآن وأداء العبادات على أكمل وجه، فإنها أي لمة العائلة في هذا الشهر الفضيل والكريم، يعزز الانتماء والوعي الوطني بكل أبعاده ومضامينه، انطلاقاً من القيمة الرمزية والدينية التي يمثلها رمضان.
ولعل من أهم ثمار اجتماع العائلات والأقارب في رمضان، تضيف الدكتورة الشكعة، هي المكاسب الكبيرة التي يجنيها أطفالنا وأبناؤنا، مما يسمعون ويشاهدون من آبائهم وأمهاتهم وجدودهم وجداتهم من حكايا الذكريات وقصص الأنبياء التي يتعلم منها الإنسان القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق.