ليست حالة مرضية وإنما إعادة تقييم الحياة.. المراهقة المتأخرة تصيب الرجال فوق سن الأربعين

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:

يقف مروان الذي تخطى عتبة الأربعين بأعوام على شرفة منزله يراقب حركات وتصرفات جارته الشابة الجميلة ضارباً عرض الحائط بانتقادات زوجته وأولاده الشباب بشكل يثير كل من عرفه وكأنه عاد مراهقاً في مقتبل العمر.
ما يجري مع مروان ليست حالة غريبة، إنها مراهقة الشيخوخة أو المراهقة المتأخرة، حسبما أشارت الاختصاصية الاجتماعية سوسن السهلي التي عرفت هذه المرحلة بأنها رغبة الرجل في تقييم حياته السابقة وهل حقق أحلامه وأهدافه، وغالباً ما تصيب هذه الحالة الرجال فوق الأربعين والخمسين حيث يعيدون تقييم حياتهم وإنجازاتهم السابقة، ويتساءلون عن مدى نجاحهم أو فشلهم في تحقيق أهدافهم.
وتعرف بأزمة منتصف العمر حيث يقوم الرجل بتصرفات غير عادية مثل الاهتمام بشكل مبالغ بمظهره أو صبغ شعره ويطيل النظر إلى نفسه بإعجاب أمام المرآة، ويهتم بنفسه اهتماماً مبالغاً فيه ويغير في «استايل» ملابسه ويميل إلى الأسلوب الشبابي أكثر، كما تؤكد السهلي أن هناك أعراضاً أخرى منها إصابته بثورة انفعالية إزاء أتفه الأسباب ودخوله حالة الهيام، وأحلام اليقظة. قد يصاحب هذه المرحلة مشاعر حزن، غضب، أو حتى شعور باليأس أو فقدان الأهمية.

تغيرات جذرية

إضافة إلى تغييرات جذرية قد يؤدي هذا التقويم الذاتي إلى اتخاذ قرارات كبيرة ومؤثرة في حياة الفرد، مثل تغيير الوظيفة، أو الطلاق، أو الانتقال إلى مكان جديد.
وعن أسباب هذه الحالة تقول السهلي إنها تحدث تغيرات بيولوجية نتيجة تغيرات في الهرمونات أو الصحة الجسدية التي تساهم في الشعور بالتغيير.
أو بسبب الضغط النفسي الناتج عن ضغوطات الحياة والعمل والمسؤوليات العائلية، إضافة إلى الشعور بالتقدم بالعمر الذي يسبب حالة من الإحباط والاكتئاب نتيجة مرور العمر وعدم القدرة على إنجاز كل الأهداف والأحلام خاصة فيما يتعلق بالأسرة.

ليست حالة مرضية

ولفتت السهلي إلى أن مراهقة الشيخوخة هي فترة انتقالية نفسية واجتماعيه وليست حالة مرضية. تتميز هذه المرحلة بإعادة تقييم الحياة والبحث عن معنى جديد للحياة، وقد تكون فرصة لتحقيق نمو شخصي وتقدم نحو حياة أكثر إشباعاً.
وأضافت أنه يمكن لهذه المرحلة أن تكون مؤقّتة إذا كانت التغيرات التي حصلت كافية لإعادة التوازن إلى حياة الأفراد، ولكنّ تأثيرها في مجرى الحياة يمكن ألا يكون مؤقّتاً إذ قد يكون غير قابل للتعديل، ودعت السهلي إلى الوعي من أجل تخطي هذه المرحلة وأن يرضى الفرد بالخيارات التي قام بها في حياته ويرضى بالنتائج التي حققها .

في الخمسين يا رب تعين

ترى الدكتورة النفسية مها بلوط أن مقولة «في الخمسين يا رب تعين». ربما تنطبق على بعض الرجال الذين يمرّون بعد هذه السن بفترة غير متوازنة، فيحاولون العودة إلى الوراء ويتصرفون مثل المراهقين لكي ينفوا «تهمة» الكبر في العمر، ويثبتوا لمن حولهم أن عروق الشباب مازالت تنبض فيهم، وأنهم أكثر شباباً من أولادهم .
ولفتت بلوط أن بلوغ المرء ليس بالأمر الهين وخاصة عند الرجال ومن الطبيعي أنها حالة نفسية يسببها اقتراب الكهولة التي تولّد قلقاً كبيراً لدى بعض الرجال ، فذلك يعني للبعض توديع الصبا والشباب. ولكن هناك من الرجال من لا يستسلم فيبحث عن الجديد وربما عن ذلك الحب المفقود، فتنتج عن ذلك تصرفات صبيانية، سرعان ما تكون نتائجها على الأسرة والأولاد.

المواجهة والمصارحة

وحول طريقة علاج المراهقة المتأخرة تقول بلوط «عند اكتشاف المشكلة لدى الرجل لابد من التحدث معه عن طريق المواجهة والمصارحة خاصة إذا كان متزوجاً فمن الممكن أن يتم علاجه أسرياً أي عن طريق الزوجة، أما في حالة عدم إدراك الزوجة لهذا الموضوع فيتم التعامل معه عن طريق العلاج الفردي لكن هناك إشكالية كبيرة جداً في حالة عدم اعترافه بوجود المشكلة ذلك لأن نصف الحل في المشكلات من هذا النوع هو الاعتراف بوجود المشكلة ومن ثم طلب المساعدة.

Leave a Comment
آخر الأخبار