الحرية – محمد فرحة:
مازال المزارعون وغير المزارعين يترقبون الحالة المطرية التي هي اليوم قضية الساعة، مادام من يملك المياه يملك الغذاء، والعكس صحيح. بل لم يتوقف الأمر هنا، أي عندما يتعلق بالشأن الزراعي، بل يتعدى الأمر ذلك بكثير، إذ إن الخشية من أزمة عطش صيفاً، فالجفاف وقلّة الهطلات المطرية سينعكسان على مياه الآبار والمخازين الجوفية، ما قد يهدد بإضعاف المخزون المائي النقي لمياه الشرب.
في قراءة متأنية للمقارنة بين ماهو موجود اليوم في سد الرستن وما يقابله للفترة نفسها من العام الماضي، نلاحظ الفارق الكبير المثير.
عن ذلك، أوضح مدير الموارد المائية في حماة المهندس مصطفى سماق أن كميات المياه المخزنة في سد الرستن اليوم ٥٤ مليون متر مكعب، مقابل ١١٤ مليوناً للفترة نفسها من العام الماضي. في حين أن الكميات المخزنة في سد محردة هي ٩ ملايين متر مكعب، وبالمقارنة بين حجوم الكميات في العام الماضي مع ماهو موجود نلاحظ الفارق.”انتهى كلام مدير الموارد المائية”.
مما سبق نلاحظ أن قلق المزارعين محق، وكذلك المواطنون حول إيجاد مياه الشرب العذبة صيفاً، فإذا كانت العاصمة دمشق تحتاج يومياً إلى أكثر من ٣٥٠ ألف متر مكعب من المياه، ستنخفض بكل تأكيد مع مؤشرات الهطلات المائية لهذا العام.
من هنا، نرى أهمية عقلنة استخدام المياه، والتركيز على رفع كفاءتها وعدم السماح بهدرها وصيانة شبكات الري حفاظاً على كل قطرة ماء، سيكون ثمنها ذهباً غالياً عند حاجتها، وخاصة في فصل الصيف عندما تزداد أزمة العطش، مع انخفاض مياه عين الفيجة، وكذلك مناسيب الآبار التي تغذي شبكات المياه.
بالمختصر المفيد: عقلنة استخدام المياه، سواء كان ذلك في الشأن الزراعي أو استخدامها لمياه الشرب واجب وضروري، ويبقى السؤال: كيف سيكون حال المحاصيل الزراعية (القمح) مثال، فيما لو تعرّض لموجات جفاف متكررة وأشد قسوة؟.
دعونا نكون أكثر تفاؤلاً، فمازال فصل الشتاء في منتصفه وبانتظار أن يغيثنا رب العالمين من رحمته.