ماذا يريد ترامب من المنطقة؟

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- راتب شاهين:

تترقب دول المنطقة تفرغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية من ملفات حول العالم، والتوجه لها لمعرفة ماذا يريد بالضبط منها؟، حتى لا تقع في فخ العداء لسياساته المجهولة حتى الآن، رغم وضوح بعض معالمها والخاصة بأمن وأطماع الكيان الصهيوني في المنطقة.
المنطقة تشهد حالة من الهدوء النسبي الحذر، على كل الصعد، فالقادم من البيت الأبيض رغم مطالباته الاقتصادية  من دول مختلفة من العالم، إلا أن ما يريده من المنطقة أشياء أخرى، فإضافة إلى الاقتصاد، فهو يطمح لتغييرات في خريطة الجغرافيا- السياسية للمنطقة، بما يخدم الكيان الإسرائيلي فقط.
رغم السياسات الخاصة والأساليب المختلفة، لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، تجاه منطقتنا، تبقى (إسرائيل) في سياسة أمريكا أولوية قصوى ويعود ذلك لسببين، أولهما: ما يشكله الكيان الإسرائيلي من قاعدة متينة لأمريكا والغرب في المنطقة، وثانيهما: قوة اللوبيات اليهودية واللوبيات الداعمة ل(إسرائيل) في أمريكا والغرب، هذه الأسباب من الموجهات الأساسية لسياسات الرئيس الأمريكي- أيا كان، اتجاه منطقة الشرق الأوسط.
لقد غادر ترامب ولايته الأولى قبل أكثر من أربع سنوات، ولم يحقق كل ما أراده في المنطقة، لكنه قد ترك ملامح لسياسته في المنطقة، والتي قد يستكملها في ولايته الثانية، وعلى رأسها الاتفاقيات الإبراهيمية- رغم اعتراض بعض الدول المعنية على استكمالها بذلك الشكل-،  وتوسيع جغرافية الكيان الإسرائيلي ومنحه أكثر مايريد ويتمنى، فبحسب الإعلام الإسرائيلي، إن اللقاء بين ترامب ونتنياهو “فاق كل التوقعات”!.
إن منطقة الشرق الأوسط، وإلى أجل غير مسمى، ستبقى رهينة لما تريده (إسرائيل)، التي ستبقى الحاجز المرتفع بين أي علاقات طبيعية بين دول المنطقة نفسها من جهة، وبين دول المنطقة وبين الغرب من جهة أخرى, فترامب لن يختلف عن غيره من الرؤساء، لكن له أساليبه الخاصة في تسريع بعض الأمور، والقفز من فوق العقد.
المنطقة بانتظار ترامب، وما سيأتي به من حلول عرجاء أو من مزيد من التعقيد لملفاتها، بعد ما أنهكتها الحروب والنزاعات، لكن رغم قوة الغرب وفاعليته، يجب على دول المنطقة، أن ترسم مساراتها بنفسها نحو مستقبلها وتستغل كل فرصة لأجل استقرارها.

Leave a Comment
آخر الأخبار