الحرية- معين الكفيري:
لا أحد يستطيع أن ينكر أن كرة السلة السورية كانت في فترة من الفترات متميزة على المستويين العربي والآسيوي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي٬ وكان منتخبنا من المنتخبات القوية التي يحسب لها ألف حساب٬ وتوجت بعض الأندية السورية بالعديد من البطولات الدولية٬ وكانت هناك أجيال من اللاعبين مازالت محفورة أسماؤهم في ذاكرة الجمهور المتابع للعبة الشعبية الذين أصبحوا رموزاً للعبة وصنعوا المجد للسلة السورية٬ إلا أن هناك تراجعاً كبيراً شهدته اللعبة في السنوات الأخيرة.. والسؤال المطروح الآن ما الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التراجع الكبير؟.
بكل تأكيد لا يمكن لأحد أن ينكر تأثير الحرب التي دامت لسنوات طويلة على حياة السوريين٬ ومنها الرياضة والصالات التي تعرضت للخراب٬ كما تسببت الحرب بعدم تقديم الدعم اللازم للعبة ما أدى إلى تدهور كبير في البنية التحتية لسلتنا والتي تحتاج إلى دعم وتمويل مستمرين لتطوير أداء اللاعبين وتوفير المستلزمات اللازمة لهم٬ ولكن لم يتحقق ذلك ولم يقدم الدعم المطلوب ما أثر سلباً في الفرق والمنتخبات السورية لكافة الفئات٬ خاصة مع غياب المسابقات المحلية والمنافسات القوية وانخفاض رواتب اللاعبين والمدربين وتوقف المسابقات في بعض الأحيان كل ذلك ساهم في تراجع أداء اللاعب المحلي.
ومن العوامل المؤثرة في تراجع اللعبة هجرة اللاعبين الموهوبين إلى الخارج بحثاً عن مصدر رزقهم ومن العوامل التي أدت إلى تراجع اللعبة قلة الكوادر التدريبية، حيث عانت اللعبة من عدم وجود مدربين على مستوى عالٍ لتطوير مستوى اللاعبين بشكل مستمر.
وأخيراً بعد تشكيل وزارة الشباب والرياضة هل ستقدم الدعم الكافي واللازم للعبة الشعبية الثانية من أجل استعادة سلتنا هيبتها وألقها ومكانتها السابقة؟.