الحرية – سامي عيسى:
الانفتاح على العالم الخارجي هو ما تسعى إليه الحكومة السورية بكل مكوناتها الاقتصادية والسياسية، وتسخير هذا الانفتاح لخدمة التحول الاقتصادي الجديد، الذي يشهد تغييراً نوعياً بعد عملية التحرير، واتخاذ جملة من الخطوات والإجراءات لفك العزلة والحصار على الاقتصاد السوري، وما المشاركة السورية في مبادرة الاستثمار السعودية برئاسة فخامة الرئيس أحمد الشرع، إلا تأكيدا لذلك، والأهم عودة الاقتصاد السوري لممارسة دوره كقوة فاعلة ضمن الاقتصادات العالمية، من بوابة الاستثمار.

الاقتصاد السوري محور اهتمام الجميع
رئيس غرفة تجارة دمشق المهندس عصام الغريواتي يؤكد لـ”الحرية” حقيقة لا يستطيع تجاهلها، لما يتعلق بدور سوريا ومكانتها التاريخية والجغرافية، والاقتصادية، ووجودها اليوم في مبادرة الاستثمار السعودية يعني أنها في قلب الحدث الاستثماري العالمي، ومحور اهتمام الجميع من فعاليات سياسية واقتصادية وغيرها، وخاصة أن الاقتصاد السوري اليوم يشهد تغيرات كثيرة جعلته أكثر تفاعلاً مع الأحداث والمتغيرات الدولية، وقدرته على التماشي معها، بعد التوجه نحو الاقتصاد الحر، والتنافسية الحرة أيضاً.
الحدث الأبرز عالمياً
واليوم ضمن التركيبة الاستراتيجية الجديدة لاقتصادنا الوطني، يضيف غريواتي، وتشاركية العمل مع الجانب السعودي تعد مشاركة سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار والتي ستبدأ فعالياتها في المملكة العربية السعودية، وبأعلى مشاركة رسمية بحضور السيد رئيس الجمهورية العربية السورية، هو “الحدث الأهم اقتصادياً لعام 2025” ليس بالنسبة للاقتصاد السوري فحسب، بل لدى كافة المهتمين بالشأن الاقتصادي السوري من فعاليات اقتصادية ودولية كبيرة.
خريطة مشروعات بمردودية عالية
وأردف غريواتي: وخاصة أنه هناك خريطة مشروعات كبرى ستطرح خلال فعاليات المبادرة على مستوى المنطقة ككل تتناول الكثير من الجوانب الخدمية والاقتصادية، والمرافق العامة، بالإضافة لمشاريع العمران والسكن والصناعة والخدمات، والتي تتمتع بجدوى اقتصادية عالية المردود، الأمر الذي سيساعد في دخول الشركات والمؤسسات الفاعلة عالمياً في مسيرة إعادة البناء والإعمار التي تحتاجها سوريا للنهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي وانعكاسه بصورة مباشرة على الحالة المعيشية والاجتماعية للأسرة السورية.
جهد تنموي مدروس لنهضة سوريا
اقتصادنا الوطني بحاجة لحركة تجديد كاملة، تتعلق في كافة جوانبه الاقتصادية والفنية والتقنية والتكنولوجية، وحتى الإدارية، وفق ” غريواتي”، حتى يستطيع اللحاق بركب التطور العالمي الذي تخلفت عنه، مؤكداً أن المشاريع والرؤى التي سيتم عرضها أمام الدول والشركات المشاركة في أعمال مبادرة الاستثمار في السعودية، والتي ستكون إحدى خرائط الطريق، التي وضعتها الحكومة السورية لمسار طويل من الجهد التنموي لنهوض سوريا الجديدة المتجددة، وفي كل المجالات..
مزايا تنافسية كبيرة أهمها الأيدي الماهرة
وضمن هذا الإطار أكد مصان النحاس عضو غرفة تجارة دمشق أن سوريا عبر مراحل تاريخية طويلة كانت مركزاً للتجارة العالمية، ومقصداً للكثير من الاقتصاديين ورجال الأعمال والتجارة وغيرهم، نظراً لموقعها الجغرافي، والحالة التاريخية المميزة والتي يتمتع بها والقوة الاقتصادية المتنوعة في الإنتاج الزراعي والصناعي، والأهم أن سوريا تملك مزايا تنافسية كبيرة أهمها الأيدي العاملة والماهرة، إلى جانب توافر المواد الأولية ورخصها قياساً لمثيلاتها في الأسواق الأخرى، وأضاف نحاس أن الاستثمار في سوريا مر بمراحل مختلفة، وواجه تحديات كثيرة خلال المرحلة السابقة والتي عانى فيها الكثير من حالات الضعف بسبب ممارسات النظام السابق..
الاستهداف الأوسع
واليوم سوريا تشهد ولادة جديدة، ومرحلة جديدة بحاجة الى الكثير من مصادر الدعم، وبرأي ” نحاس” فإن المرحلة القادمة لسوريا هي مرحلة إعادة الإعمار والتطوير الاقتصادي، مع التركيز على تنشيط الزراعة والصناعة، وتشمل القطاعات المستهدفة: البنية التحتية والبناء، مشاريع الطاقة والصحة والتكنولوجيا، الزراعة وتربية الثروة الحيوانية والسمكية، والمشاريع السياحية، والتي تحتاج لبنية تحتية وخدمية وعشرات الفنادق الضخمة لاستيعاب حالة التغيير المستمرة في قطاعات السياحة والإنتاج، وليس هذا فحسب، بل حدوث تحولات جديدة في مقدمتها القضاء على مظاهر البطالة، وتحويل المنتجات المستوردة إلى صناعة سورية محلية، وظهور عهد صناعي زراعي سياحي اقتصادي متألق في ظل القيادة الجديدة والابتعاد عن كل مظاهر الفساد.