الحرية- دينا عبد:
انطلقت في 16 مدرسة من منطقتين تعليميتين (الميدان واليرموك التعليمية)، مبادرة لتعزيز التكافل الاجتماعي، تحت عنوان (لعبتي سميتها مها)، شملت المرشدات الاجتماعيات في المدارس والموجهين التربويين في المنطقتين التعليميتين.
ولفت أحمد علي مشرف اختصاص الإرشاد الاجتماعي في تربية دمشق، إلى أنه تمّ اختيار تلميذة من كل مدرسة من قبل المرشدة لتقوم بتنفيذ هذه المبادرة عبر زيارة ميدانية لمركز (الإقامة المؤقتة للفتيات).
وأضاف في تصريح ل “الحرية” أنه تمّ إطلاق حملة من هذه المدارس من قبل ١٦ مرشدة لمن ترغب (تطوعياً) لتقديم هدايا للفتيات فاقدات الرعاية، وتم جمع الهدايا خلال ثلاثة أيام ليتم تنفيذ النشاط.
اختيار التلاميذ
وبيّن علي أن المعايير التي بناءً عليها تمّ اختيار التلميذات، هي أن يكون لدى الطفلة وعي وقدرة على الحديث بطلاقة واستخدام الكلمات والعبارات المفهومة، بدورها التلميذة ستنقل محتوى الزيارة إلى زملائها في المدرسة بالتعاون مع المرشدة ومديرة المدرسة.
أهمية مبادرات المدارس
بدورها لمى البابا مديرة مركز الرعاية المؤقتة في مؤسسة حقوق الطفل بيّنت في تصريح ل “الحرية” أنّ مشروع الرعاية المؤقتة تأسس عام ٢٠١٦ وهو خاص بالفتيات فاقدات الرعاية، مثلاً: من يقومن بالتسول أو متشردات، أو قد يكون الأب والأم منفصلين أو محكوماً عليهما بالسجن فلا يوجد مكان للأبناء، أو قد يكُن معرضات للعنف عن طريق الأهل، في هذه الحالة نأخذهن بعد إثبات تعرضهن للتعنيف ويتم ذلك عن طريق القضاء.
و أضافت البابا أن هناك فئة من الأطفال يتم الاتجار بهم عن طريق إرسالهم للتسول من قبل ذويهم نفسهم .
ونوهت مديرة المركز بأن الفتيات اللواتي يتم استقبالهن من عمر خمس سنوات حتى خمسة عشرة عاماً.
و هناك قسم لاستقبال الذكور في منطقة قدسيا يتسع لأكثر من ٧٠ طفلاً فالمركز لديهم مساحته أكبر.
خدمات المركز
يقدم المركز حسب مديرته لمى البابا عدة خدمات منها ٣ وجبات غذائية، إفطار وغداء وعشاء بشكل يومي، إضافة للكساء والمأوى، وخدمات طبية وفحوصات دورية تجرى للأطفال وعمليات عند الضرورة (مؤخراً تم إجراء عملية زرع حالبين لطفلة في المركز)، كذلك يقوم المركز بتقديم خدمة تأمين النظارات الطبية إضافة لإجراء عمليات العيون.
وعن آلية إجراء هذه العمليات أوضحت البابا أنها تجرى عن طريق المشافي الخاصة ويتم تأمين المبالغ من أهل الخير وتتكفل الجمعية بجزء منها .
يقدم المركز كذلك الخدمة القانونية فهناك أطفال يدخلون للمركز وهم مكتومو القيد (أي تكون الأم متزوجة بعقد عرفي ولا توجد شهادة ميلاد للطفل)، ولكنهم ليسوا مجهولي النسب، في هذه الحالة يقوم المركز بتوكيل محامٍ لإثبات قيد الطفل عن طريق تنظيم عقد زواج ومن ثم طلاق وبعد ذلك شهادة وفاة للأب حتى نستطيع تسجيل الطفل.
نشاطات ترفيهية
يقدم المركز خدمة المهارات فلديه مدربة تعليم الفتيات الكروشيه، صناعة الحقائب، الريزين، صناعة ملابس الدمى، التطريز ..المهم في النهاية أن تخرج الفتاة من المركز بمهارة مهنية مناسبة.
كذلك هناك حصص مهارات أسبوعية، ورياضية، وخدمات نفسية وإدارة حالة وهذه تقدم لكل الأطفال لأنهم يدخلون المركز ونفسياتهم محطمة يحتاجون لإعادة بناء شخصية.
وهناك الخدمة التعليمية، فالطفلات الموجودات في المركز يدرسن في المدارس كلّ واحدة حسب عمرها يذهبن يومياً ويعُدن ظهراً في الباص المخصص وتتم متابعتهن عبر المركز من قبل ٣ معلمات يراجعن لهن ما أخذنه خلال يومهن الدراسي.
ما بعد التأهيل
بعد نهاية مرحلة التأهيل إذا لم يكن للفتاة مأوى أو أن أسرتها غير قادرة على إعالتها يحاول المركز تمكين الأسرة من خلال تأمين عمل مناسب للأب أو للأم وربما تخصيص مساعدة شهرية بسيطة.
ونوهت البابا خلال بأن الجمعية حالياً كفيلة لـــ١١ أسرة من أهالي الأطفال، فقد خصصت لهم مبالغ شهرية ومنهم من تقدم لهم الكساء والسلل الغذائية مجاناً.
وبعد هذا كله عندما تصل الفتاة إلى سن ١٥ عاماً وأسرتها غير متمكنة من الإنفاق عليها أو متابعة تربيتها تبقى في المركز كحالة استثنائية، هذا ويسمح للأهالي (الأم أو الأب) بزيارة أطفالهم في المركز والاطمئنان عليهم واصطحابهم خلال العطلة الصيفية والانتصافية لقضائها معهم.
ولكن في العيد لا يسمح بخروجهم من المركز لأن هناك طابعاً وبرنامجاً خاصاً تقوم به إدارة المركز في فترة العيد للأطفال عن طريق شراء الملابس والألعاب وتقديم العيديات لهم.
من جانبها أوضحت مها بدران مديرة مدرسة جميل كعيكاتي حلقة أولى، أنه بالتعاون بين إدارة المدرسة ومديرة مركز الفتيات فاقدات الرعاية إذا كانت هناك أي حالة في المدرسة يتم التواصل مع أهل الفتاة، وفي حال كانت الحالة تستحق يُصار إلى إدخالها إلى المركز لتقديم الخدمات اللازمة وبعدها ممكن أن تعود لمدرستها من جل متابعة تحصيلها الدراسي.
يذكر أنّ المدارس المشاركة في مبادرة (لعبتي سميتها مها) هي: الحسن بن الهيثم، خالد بن الوليد، عائشة الصديقة، تاج النساء، الشريف الإدريسي، جميل كعيكاتي، خالد شنانة، ناديا سرحان، محمد الأشمر قاسم أمين، طاهر الجزائري، سعد الدين القواص، الرفاعي، محمد طلال المفتي، أحمد عرابي، درة الهاشمية، محمود مصطفى.