الحرية – دينا عبد:
يمر شهر رمضان هذا العام على السوريين وهم بأمس الحاجة إلى السيولة المادية التي تمنعهم من الشراء مع تأخر صرف رواتب الموظفين.
وبالرغم من اكتظاظ الأسواق بالسلع والمواد الغذائية إلا أن الإقبال ضعيفٌ جداً -حسب ما ذكر البائع وائل عبودي-، فقلة السيولة المادية منعت الناس من الشراء، وبالرغم من سوء الوضع فإن معظمهم يضطر للاستدانة لسد مصاريف هذا الشهر.
في حين قالت الموظفة رانيا محمد: إن المعاناة الحقيقية هي تأخر صرف الرواتب، لأننا نضطر للاستدانة وعندما نستلم رواتبنا نقوم بتسديد ما علينا من ديون للبائعين ونعود للاستدانة من جديد وهكذا يمضي شهر رمضان ونحن نستدين ونسدد.
مروة نصر ( معلمة) وصفت الأسواق بالعامرة بمختلف أصناف الطعام والشراب لكن ضعف الإقبال على الشراء ظاهر رغم اكتظاظها، وذلك لعدم توفر السيولة المادية لدى معظم الناس، فمن كان يدخر مبلغاً قام بصرفه فكما هو معلوم مصاريف شهر رمضان تزداد، فأقل وجبة أو طبخة للفطور تكلفتها 100 ألف ليرة.
تحدٍ كبير
وائل الحسن خبير التسويق والعلاقات العامة بيّن في تصريح لصحيفة “الحرية” أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الأسر السورية خلال شهر رمضان المبارك تشكل تحدياً كبيراً، فالتأخر في صرف الرواتب يُضيف ضغطاً إضافياً تضطر من خلاله الأسر للجوء إلى الاستدانة لتلبية احتياجاتها اليومية، ما يزيد الأعباء المالية.
ولخّص الحسن خطة الأسر ببعض الإجراءات، حيث نوه بأن التخطيط المالي الجيد ضروري لوضع خطة مالية مفصلة يتم من خلالها تحديد الأولويات والاحتياجات الأساسية والعمل على تحقيق التكافؤ بين المصروفات والإيرادات،بالتوفير والادخار و محاولات الأسر الاقتصاد في المصروفات اليومية يمكنها أن تواجه الظروف الطارئة.
وبيّن أن التكاتف الاجتماعي يعزز التعاون بين أفراد المجتمع والأسر من خلال تشكيل جمعيات تعاونية صغيرة للمساعدة في تقليل الأعباء المالية والبحث عن مصادر دخل إضافية في محاولة للحصول على فرصة عمل إضافية لزيادة الدخل وتحسين الوضع المالي للأسر.
وأضاف الحسن : بإمكان المواطنين تنظيم أمورهم بما يحقق التوازن بين احتياجاتهم وتأخر صرف الرواتب من خلال إعداد ميزانية شهرية و تقسيم الراتب إلى أجزاء مخصصة للإنفاق على الاحتياجات الأساسية كالطعام، الإيجار، الفواتير، وتجنب الإنفاق الزائد على الكماليات، والاستفادة من الحسومات والعروض عن طريق شراء السلع الأساسية من المحلات التي تقدم عروضاً خاصة خلال شهر رمضان، و الاستدانة بحذر عند الضرورة فقط ومن أماكن موثوقة وبشروط مناسبة لتجنب الفوائد المرتفعة.
حلول إضافية
وقدّم الحسن بعض الحلول الإضافية للتخفيف من الأعباء المالية منها الاستفادة من المبادرات الخيرية خلال شهر رمضان حيث تزداد المبادرات والوقفات الإنسانية و يمكن الاستفادة منها سواء من خلال تلقي المساعدات أو المشاركة فيها بشكل يساعد في تقليل النفقات، إضافة للتخزين الذكي وشراء السلع الأساسية قبل بدء الشهر الفضيل، حين تكون الأسعار أقل، ما يساعد في تجنب الارتفاع الكبير خلال الشهر، أما فكرة الطبخ الجماعي فهي تساعد على التعاون مع الجيران و الأصدقاء في إعداد وجبات جماعية تستطيع الأسر من خلالها تقليل التكاليف، حيث يمكن تقسيم مكونات الطهو بين عدة أسر، وأخيراً فإن استخدام الموارد المتاحة بشكل فعال والاعتماد على الأكلات التي يمكن إعدادها من موارد متاحة داخل المنزل وتقليل التبذير وتحديد قائمة مشتريات مسبقة تشمل الأشياء الضرورية وتجنب الشراء العشوائي من الممكن أن تساعد في ضبط المصروفات.
ونوه بأنه في حال اتباع هذه الإجراءات يمكن أن تقلل من الأعباء المالية وتحقق التكافؤ العادل بين الاحتياجات المنزلية وتأخر صرف الراتب.