الحرية- رشا عيسى:
تشكل البادية السورية منجم فرص يتوسط سوريا، ومورداً اقتصادياً متعدد الجوانب تحتاجه بشدة، حيث الاستثمارات في البادية تتخطى النطاق الرعوي _على أهميته_، إلى نطاقٍ زراعيٍ وسياحيٍ بالغ الأهمية، من حيث التنوع البيئي الذي تحتضنه البادية، ما يوفر فرصاً تدر أرباحاً كبيرةً في حال الاستغلال الجيد لهذه المورد.
خطر الألغام وبقايا الإرهاب يعوق حركة الرعاة و مواشيهم
وتتقدم زراعة النباتات الطبية والعطرية والكمأة والقبار واللوز المقترحات لزراعة أراضي البادية، مع الاستفادة من تجارب الدول في هذا الإطار، ولكن الاستغلال الأمثل لهذه الموارد يتطلب استقراراً أمنياً لا تنعم به البادية حالياً، وسط انتشارٍ للألغام، وتواجدٍ لبعض بقايا المجموعات الإرهابية، ما يعوق التحرك في هذه المساحة الشاسعة، ويحرم سوريا من خيرات باديتها.
تأمين البادية
أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الهندسة الزراعية في جامعة اللاذقية الدكتور غيث أمين علي، بين في حديث لصحيفة الحرية، أنه وقبل كل شيء يجب العمل على تأمين البادية وضمان سلامتها، فالبادية السورية وخاصة شرق حمص باتجاه دير الزور تعاني من خطر الألغام، وبقايا المجموعات الإرهابية (الدواعش)، ما يعوق حركة الرعاة ومواشيهم، كما يمنع المواشي من الاستفادة من تلك المراعي، حيث كانت البادية وحدها تؤمّن سبعين في المئة من احتياجات الثروة الحيوانية من الأعلاف.
%70 من الاحتياجات العلفية تؤمنها البادية
ورأى أن إعادة تأهيل المحميات الرعوية يبدأ من حصاد المياه التي تشكل ندرتها أبرز مشاكل البادية ،مع ضعف الهطولات المطرية. وعلى الرغم من ندرة المياه إلا أن معظم المشاريع والدراسات لم تفكر بعملية الاستفادة منها، خاصةً أن تلك الأمطار تشكّل سيولاً في مواسم الهطول الشتوي، لافتاً إلى ضرورة التفكير بطريقةٍ لحصاد تلك المياه والاستفادة منها لضمان التنمية المستدامة للموارد الطبيعية في المنطقة،و تحسين الغطاء النباتي والمراعي، وصيانة التربة ووقف تدهورها نتيجة عمليات الانجراف المائي والهوائي، بفعل عوامل التعرية الطبيعية والأنشطة البشرية غير السليمة، مع الاستفادة من التجربة المصرية التي نفذتها مع أكساد بخصوص حصاد الأمطار في محافظة مطروح.
إنشاء الجوابي والسدود
و أكد استاذ الاقتصاد الزراعي على ضرورة إنشاء الجوابي والسدود الحجرية بعد حجز وحصاد مياه الأمطار تمهيداً لزراعة القمح، إضافة إلى الرعي المحدد والمنظم بحمولات حيوانية، والعودة إلى ما كان منفذاً سابقاً وفق الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية التي كانت تقسم المراعي إلى حقولٍ والمداورة فيما بينها، بحث تكون بعضها متروكة للراحة والبعض الآخر يتم تأهيله من خلال الزراعة والترقيع، و القسم الآخر تحت تصرف مربي الأغنام ليسمحوا لقطعانهم بالرعي فيها، كما يتم تجهيز بعض الحقول لتكون حقول أمهات، تؤخذ منها البذور والغراس لزراعتها في الحقول المتدهورة، وهنا يمكن الاستفادة من عملية حصاد مياه الأمطار لري تلك الحقول، ما يساعد في عملية تعافيها وتجديدها.
إنتاج النباتات الطبية والعطرية
ولفت علي إلى أهمية زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية والرعوية عبر مشاتل لها، وزراعة حقول من النباتات الطبية والعطرية خاصة من الأنواع والسلالات التي كانت موجودة وحمايتها من الانقراض، حيث من الممكن لهذه الحقول أن تشكل دخلاً إضافياً للمجتمعات المحلية، وضرورة التوعية لحمايتها والاستثمار المستدام لها، مع الاستفادة من التجربة الأردنية في هذا الإطار،
زراعة حقول النباتات الطبية والعطرية من سلالات البادية
موضحاً ضرورة الاهتمام بنبات القبار، لما له من أهمية اقتصادية، لجهة حصاد البراعم الزهرية، والتركيز على استدامته، وعدم الاكتفاء بالاعتماد على تواجده طبيعياً بل التوسع بزراعته، إلى جانب الاهتمام بإنتاج الكمأة، والاستفادة والاطلاع على التجربة السعودية في مجال زراعة وإنتاج فطر الكمأة، إلى جانب ذلك نصح علي بزراعة أشجار اللوز، وخاصة في حمص ومنطقة القلمون، مبيناً أهميةالسياحة البيئية وإعادة تأهيل محمية التليلة، وذلك بإعادة الحياة البرية إليها من الغزلان والمها العربي، وطائر أبو النوق/أبو منجل.