الحرية ـ عثمان الخلف:
عُقد في بلدة الشميطيّة بريف دير الزور الغربي، مجلس صلح عشائري بين عائلتين من عشيرة البوسرايا، على خلفيّة حادثة قتل وقعت منذ فترة، وذلك بحضور محافظ دير الزور غسان السيد أحمد، وقائد الأمن الداخلي العقيد ضرار الشملان، وعددٌ من القيادات العسكرية، وجمعٌ غفير من شيوخ ووجهاء العشيرة وعشائر المحافظة .

وفي كلمته ثمّن محافظ دير الزور غسان السيد أحمد خطوة الصلح التي تنم عن وعيٍ ومسؤولية على صعيد تعزيز الأمن والسلم المُجتمعي، وضرورة تكاتف أهالي البلدة وأبنائها من عشيرة البوسرايا لتثمير هكذا خطوات تلحظ أي حالة خصومة أو مشاكل ثأر، مؤكداً أن المشكلات الراهنة هي نتاج محاولات تهدف إلى تفتيت المجتمع، وأن العشائر كانت وما تزال عماد الوطن .
وأشار السيد أحمد إلى أن ما ينبغي أن يسود هو القيم والأعراف العشائريّة التي تحترم الحقوق وفق القوانين وشرع الله.
وأشاد عددٌ من أبناء عشيرة البوسرايا خلال مداخلاتهم بمبادرة الحكومة وقياداتها وأجهزتها الأمنيّة والعسكريّة في معالجة الخلافات العشائرية، انطلاقاً من دورها في الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز الاستقرار، داعين لنبذ الأعراف السيئة في هكذا حالات، والارتقاء بمفاهيم الأخوّة إلى المواطنة التي تجمع وتبني.
وفي ختام المجلس جرى الاتفاق بين الطرفين وعبر وثيقة مكتوبة على تسليم المطلوب لنفسه خلال فترة معينة للجهات المُختصة ومتابعة الموضوع من قبل الجهات القضائية ذات الشأن، وإنهاء مسألة التهجير الجماعي لعائلة المطلوب بجرم القتل أو أقاربه.
هذا وشهدت فترة ما بعد سقوط النظام البائد مصالحات مجتمعية عشائرية وعائلية سعت إليها قيادة المحافظة، وذلك عبر إطلاق مجالس صلح تنشط في حل هكذا خلافات والعمل على إطفاء نيرانها، الأمر الذي لاقى تعاوناً من قبل العشائر والعوائل المعنيّة، وأرخى ذلك أجواءً من الهدوء والأمل بنشر المحبة والسلام وتعزيزاً للأمن والسلم الأهلي.
وشملت خطوات الصلح مناطق عدة في محافظة دير الزور، مصالحات أطفأت نيران الثأر والثأر المتبادل، كانت محطاتها في مدن البوكمال والميادين، وعدة قرى، كما في بلدة “الغبرة” وبلدة صبيخان، ومن قبل في بلدة ”سعلو” و”غريبة”، وسواها من مناطق أرّقَ استقرارها هكذا حالات تضرب الاستقرار المُجتمعي، حالات قتل عدة، منها ما مرت عليه سنوات طويلة، ومنها زمنه قريب، كانت نتاج خلافات وثارات، ومنها ما كان ناجماً عن قتل غير عمد، كحوادث الطرق أو عبث بسلاح أودى بحياة إنسان.
