الحرية – باسمة إسماعيل:
في ظل اشتداد الجفاف وغياب حلول إسعافية فعالة، يعاني مزارعو ريف محافظة اللاذقية من أزمة شح مياه الري، ما ينذر بموسم زراعي صعب يهدد مصدر رزق آلاف العائلات إذا لم يتم تدارك هذا الأمر من قبل الجهات المعنية.
من ناحية كلماخو الممتدة من اسطامو إلى الفاخورة للجبل، إلى قرى الريف الشمالي كالبهوليَة وجبورين وقَسمين التي تحيط بها سبع بحيرات، مروراً بريف جبلة وقرى الحفة، تبدو البساتين في سباق مع الزمن والجفاف.
فقدان الباقي
صحيفة “الحرية” رصدت معاناة المزارعين الذين خسروا جزءاً كبيراً من محاصيلهم هذا العام، ويخشون من فقدان الباقي مع دخول فصل الصيف وارتفاع الحاجة إلى مياه الري، فبينما يشير الأهالي إلى توفر بحيرات وسدود سطحية في محيطهم، يشتكون من عدم الاستفادة الكافية منها، وفي ظل هذا الواقع المائي المتأزم، يطالب المزارعون عبر صحيفتنا بحلول أكثر استدامة وسرعة في التنفيذ، لتفادي خسائر إضافية مع اشتداد الحرارة وجفاف التربة، ويأملون أن تحمل الأيام المقبلة بوادر انفراج.
مقنن مائي
وفي متابعة لواقع المياه الزراعية، تواصلت “الحرية” مع مديرية الموارد المائية في اللاذقية، حيث أوضح مديرها المهندس محمود القدار، أن المديرية تشرف على ١٤ سداً عاملاً بسعة تخزين تصميمية تبلغ نحو /٣٦٦/ مليوناً و /٤٥٠/ ألف متر مكعب، وشبكات ري حكومية(مكشوفة أو مضغوطة) بطول إجمالي تقريبي /٢١٠٠/ كم، بهدف ري أراضي الإخوة المزارعين بمساحة تقريبية /٤٣/ ألف هكتار وفق مقنن مائي يتراوح بين /٠,٥-٠،٦/ ل/ هكتار/ ثانية خلال موسم الصيف.
وأضاف القدار يتم تحديد موعد بداية موسم الري وعدد أدوار السقاية وفق السعة الفعلية لتخزين السدود، والمصادر المائية المتوفرة من خلال لجنة الري الرئيسة التي يصدر عنها محضر اجتماع يحدد مواعيد الري، وعدد الدورات بحسب المتوفر بكل سد.
أشد الأعوام جفافاً
وتابع: الجدير ذكره أن الموسم عادة يبدأ في بداية شهر حزيران من كل عام وليس قبل ذلك، ونظراً لكون العام الهيدرولوجي الحالي يعدّ من أشد الأعوام جفافاً ونسبة التخزين الحالية هي في الحدود الدنيا، ونظراً لكون المصادر المائية المتوفرة تستخدم للري والشرب معاً، ما يستلزم مراعاة كافة الظروف المناخية الحالية لإدارة موسم الري، وقد قامت لجنة الري برئاسة معاون مدير الزراعة في اللاذقية بعقد عدة اجتماعات لبحث كل المعطيات المتوفرة، وبناء على محضر الاجتماع المصدق من قبل محافظ اللاذقية، تم تحديد مواعيد الري لكل سد على حدة، منها على سبيل المثال لا الحصر سد طرجانو في بداية شهر تموز من هذا العام وبمعدل رية واحدة فقط، السدود السطحية حسب الإخوة المزارعين لإمكانية تقديم أكثر من ريتين في كل سد، سد الحويز ثلاث ريات للشبكة الرئيسة ورية واحدة للمناسيب.
وأشار القدّار إلى أنه تمّ فعلياً بموسم الري في سهل جبلة عبر ضخ الفائض المتوفر من نبع السن باتجاه شبكات الري، كما تم الانتهاء من الرية الأولى من سد كفردبيل، ويتم الاستمرار بالري حالياً من سد بيت ريحان.
متابعة معاناة الفلاحين
من جهته أكد رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، ماجد محمو، أن الاتحاد يتابع معاناة الفلاحين ومشكلاتهم وتطلعاتهم عن كثب، ويعمل بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية والروابط والجمعيات الفلاحية على وضع خطة طارئة للاستفادة من كل قطرة مياه، عن طريق إنشاء حفر وبرك في الأماكن التي يمكن الإنشاء فيها، ليستفيد منها الإخوة الفلاحين وتأمين ري للبساتين.
تأمين مياه سقاية
وأشار إلى أنه تمّ بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية سدة جزئية وحفر جورة لتخزين المياه خلفها في نهر سيانو بمنطقة بيلي، وأخرى في قرية بدميون التابعة لمنطقة اللاذقية.
وأضاف محمو: تم بدء دورة الري الأولى من سد بيت ريحان لتأمين مياه السقاية لمنطقة عين شقاق.
ورغم الجهود المبذولة لإنقاذ الموسم الزراعي، يبقى الموسم في مرحلة الخطر كما ذكر المزارعون.