الحرية – وليد الزعبي:
وسط مدينة درعا تتوضع إحدى أهم محطات الخط الحديدي الحجازي الذي أنشئ وفق ما ذكر الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا لصحيفتنا الحرية بين عامي 1903 و1908م خلال الفترة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وكان من أعظم منجزاته، حيث اعتبر مشروعاً رائداً في المنطقة لكون خطوطه طويلة وتربط مناطق واسعة، إضافةً إلى تخديمه نقل الحجيج للديار المقدسة والذي كان يستغرق الوصول من الشام إلى الحجاز براً 40 يوماً و 12 يوماً عبر البحر.
وبالنسبة لأهمية مباني ومنشآت الخط الحديدي الحجازي في محافظة درعا، أشار رئيس الدائرة إلى أنها ذات طابع إبداعي مميز ومشيدة بالحجر البازلتي وفق أسلوب موحد تقريباً من حيث قوة ومتانة بنائها حتى صمدت وبقيت محافظة على أصالتها حتى الآن، هذا بالإضافة إلى الدور الذي لعبته الخطوط في إحياء القرى والمدن المارة فيها، في زمن كانت مثل هذه الخطوط نادرة في العالم، وقبل اختراع السيارة ووسائل الاتصال الحديثة.
وتوسع رئيس الدائرة في الوصف المعماري والإنشائي للمحطة، مبيناً أن بناءها عبارة عن قسمين: الأول شمالي (مرآب) مستطيل الشكل وله مدخلان من جهة الشرق ومخرجان من الغرب و9 نوافذ شمالية و8 جنوبية، وسطحه من القرميد، وهو يتصل مع القسم الثاني عن طريق ممر عند نهايته من جهة الغرب وله مدخلان شرقي و غربي، أما القسم الثاني فهو أيضاً مستطيل الشكل مقسم لمكاتب من جهة الشرق، وجزء لإصلاح المقطورات من الغرب، وله ثلاثة مداخل اثنان من الشمال وواحد من الجنوب و8 نوافذ، فيما تبلغ سماكة الجدران القسمين 60 سم، وفيما يتعلق بالنظام الإنشائي ومواد البناء، فإن جميع المواد المستخدمة في بناء جدران المحطة هي من الحجر البازلتي الأسود المنحوت يدوياً بعناية، بينما الأسقف عبارة عن جوائز حديدية يرتكز عليها القرميد الأحمر بشكل جملوني.
ولفت إلى أن ملكية الخط الحديدي تعود للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، وهي مؤسسة تشترك في ملكيتها ثلاث دول، سوريا والأردن والسعودية، وللحفاظ على هذا المعلم التاريخي و الأثري الهام، وانطلاقاً من الأهمية التاريخية لكونه محطة رئيسية للخط الحديدي الحجازي، وبهدف ترويج مبنى محطة درعا أثرياً وسياحياً، تم تسجيله على لائحة التراث الوطني عام 2022، وبموجب التسجيل يمنع منعاً باتاً إجراء أي أعمال على بناء المحطة المسجل وضمن منطقي الحماية المحيطتين به من دون الحصول على موافقة المديرية العامة للآثار والمتاحف/ دائرة آثار درعا، وذلك لوضع الشروط والمواصفات الفنية والأثرية لهذه الأعمال.