الحرية – رنا الحمدان:
زهرة النيل (عشبة النيل) من أخطر الحشائش المائية الغازية التي تصيب المياه العذبة عالمياً حسب تقارير منظمة الفاو، نظراً لسرعة تكاثرها وانتشارها وتأثيرها على البيئة و الكائنات المائية واستهلاكها الكبير للمياه، وإعاقتها سريان الماء في قنوات الري، وإعاقة الملاحة المائية، فضلاً عن إطلاق الروائح الكريهة وانتشار البعوض والذباب وما يترتب على ذلك من مشاكل صحية وسياحية، سنوات عديدة مرت ولم تنتهِ مكافحتها في أنهار طرطوس من جراء ضعف الإجراءات ( الحيوية والميكانيكية ) وضرورة تضافر الجهود معنا ضمن الأراضي اللبنانية في المناطق المتداخلة للقضاء عليها.
دكتور زراعي: العشبة أدخلت من قبل أحد المتنفذين عام 2005 وهي لا تصلح حتى علفاً للحيوان
آفة بيئية
يشير الدكتور الزراعي محمد فواز طعمة أن عشبة زهرة النيل أدخلت ونشرت في الغاب وأنهار طرطوس من قبل أحد أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة تشرين عام 2005 ، بحماية وتغطية من بعض المتنفذين في تلك الفترة، وهي لا تصلح حتى علفاً للحيوان لاحتوائها على قلويدات سامة، فيما يمكن استخدامها كوقود حيوي جاف أو للغاز الحيوي لكن المشكلة هي التمكن من حصادها بأسرع من تكاثرها، مايتطلب مكافحة متكاملة حيوية وميكانيكية لهذه العشبة.
كلف ومخاطر
يكلف إجراء عمليات التطهير لهذه العشبة مبالغ باهظة جداً، إضافة لصعوبة التنقل، وصعوبة الوصول لبعض المواقع، وتأمين عمال للمكافحة، وعدم توفر آليات ومعدات للوصول لمواقع انتشار العشبة (كالقوارب والبواكر..) بسبب التضاريس والانتشار الكثيف للأعشاب وتعرجات جوانب الأنهار.
كما يؤدي تكاثر النبات والتصاقه بالمنشآت المائية كالجسور والقناطر والخزانات إلى تآكل قواعدها نتيجة للصدأ الذي يطرأ عليها، ومن الأضرار التي تسببها زهرة النيل أنه يؤثر على البيئة المائية ويؤدي إلى اختلالها حيث أن الكثافات العالية من النبات تحجب أشعة الشمس عن القاع، فتموت الكائنات الحية الدقيقة والنباتات الخضراء اللازمة لإنتاج الأوكسجين واستمرار حياة الكائنات المائية، ويمتص هذا النبات كميات كبيرة من الأوكسجين الذائب في الماء ما يضر بالثروة السمكية.
فوائد محدودة
بعض دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند تستخدم هذا النبات في بعض الصناعات اليدوية كالسلل والحصر والكماليات المنزلية.
وقد جرت تجارب لإنتاجها كأعلاف تدخل بنسب بسيطة ضمن العليقة العلفية، إلا أن معظم دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ومصر، قد أفادت بأن هذا النبات ليس له أي فائدة اقتصادية ويجب التخلص منه، وفي مصر تستخدم أعناق الأوراق في محلات الزهور لأكاليل الورد وربما تكون هذه هي الفائدة الاقتصادية الوحيدة لزهرة أو عشبة النيل كما نسميها.
انتشار متزايد في طرطوس
يوضح م. ياسر علي رئيس دائرة الشؤون الزراعية في مديرية زراعة طرطوس أن انتشار عشبة زهرة النيل على نهر العروس وصل ل 3,5كم ، وبنهر الأبرش 9كم ، وعلى النهر الكبير الجنوبي 14,5كم، وفي قناة الري بالخراب 500متر، وعلى نهر سعيدي 400متر حسب تقرير دائرة الوقاية لعام 2024.
سبل المكافحة
وحول سبل المكافحة يتابع علي أن مركز المكافحة الحيوية التابع لزراعة طرطوس يعمل على تربية أعداء حيوية ( سوسة زهرة النيل) التي تتغذى على هذه العشبة، ولكن كمية الأعداء الحيوية المنتجة حالياً تتوقف على استكمال المركز وتأهيله بشكل جيد، وإجراء الصيانات اللازمة وتأمين مستلزمات العمل، ليتسنى له العمل على إنتاج أعداد أوفر من العدو الحيوي، ولا يمكن بدون تضافر الجهود واستمرار الاستئصال الميكانيكي تحقيق التوازن المنشود، ومنع زيادة انتشار العشبة، والبدء بالتخلص منها.
علماً أن المركز بحاجة لعمليات صيانة ضرورية لإعادة الإقلاع بالعمل بشكل جيد عند تأمين مستلزمات العمل.