الحرية – وليد الزعبي:
تخلف التعديات على محاور ومصبات الصرف الصحي في محافظة درعا لغرض ري المحاصيل الزراعية على اختلافها، أضراراً كبيرة، لجهة تخريب تلك المسارات وترتيب أعباء مالية كبيرة لقاء صيانتها، وجهة التسبب بتلوث التربة الزراعية والمياه السطحية والجوفية، والإضرار بالجوار السكني من خلال نشر روائح مقززة وحشرات وقوارض ضارة بالصحة، والأكثر ضرراً عدم سلامة ثمار المحاصيل التي تروى بتلك المياه الآسنة والتي يتناولها الإنسان، ما قد يتسبب له بأمراض لا تحمد عقباها كالسرطان.
المهندس عثمان: الصيانة مرهقة ومكلفة ومنع تكرار التعديات يتطلب توعية وإجراءات مشددة
وبهذا الصدد، أوضح مدير عام شركة الصرف الصحي في درعا المهندس فارس عثمان لـ”الحرية” أن ضعاف النفوس لا يتوانون عن سد الريكارات الواقعة على مسار المحاور والمصبات بالحجارة والأتربة من أجل تعويم المياه الملوثة وري المزروعات من خضار وأشجار مثمرة وغيرها من المحاصيل بها، ولمساحات كبيرة (على مد عينك والنظر) كمال يقال، لدرجة أن بعض المتعدين ركبوا مضخات باستطاعات كبيرة مع مجموعة طاقة شمسية لتشغيلها بضخ تلك المياه إلى مزارعهم، غير آبهين بمدى الأضرار الكبيرة التي ستلحق بالإنسان والتربة وخطوط الصرف الصحي.
وأكد أن الشركة وبتوجيه من المحافظة ومؤازرة مفارز الأمن الداخلي، لا تدخر جهداً في سبيل قمع تلك التعديات لدرء منعكساتها السلبية، حيث نفذت حملة أزالت من خلالها التعديات الحاصلة على محور تسيل – سحم الجولان البالغ طوله ٨ كم، حيث لوحظ أن حوالي ٢٠ ريكاراً تم سدها بالحجارة والأتربة لتعويم المياه منها، كما اكتشفت نحو ٧ انسدادات أخرى في مسار المحور، واستغرق العمل في صيانة المحور الذي شمل تعزيل الريكارات وفتح واستبدال القساطل في أماكن انسداد الخط إلى ٢٠ يوماً مع كلفة بلغت ٢٢ مليون ليرة سورية ما عدا الأغطية، حيث إن هناك حوالي ٨٠ ريكاراً تحتاج إلى أغطية بيتونية بدل مسروقة.
كذلك، تم التدخل حسبما أوضح مدير الشركة بإزالة التجاوزات المماثلة الواقعة على محور إزرع – الشيخ مسكين البالغ طوله ٢٦ كم، وإجراء أعمال الصيانة للمحور لثلاث مرات وفي ثلاثة مواقع، حيث جرى فتح الريكارات المسدودة ومعالجة الانسدادات في الخطوط، والحال مشابهة على محور بصرى الشام – أم المياذن البالغ طوله ٣٦كم، حيث أزيلت ٤ تعديات واقعة على المحور في منطقة مروره ببلدة معربة، وكذلك الأمر بالنسبة لمحور الحراك – داعل، إذ تم التدخل بإزالة التعديات الواقعة عليه في منطقة مروره إلى الشرق من بلدة علما، وجرت أعمال الصيانة بتعزيل ١٣ ريكاراً مسدوداً وتركيب ١٠ أغطية ريكارات.
وأكد المهندس عثمان أن التنسيق الدائم مع محافظة درعا في هذا المجال، وكذلك تقديم المؤازرة من مفارز الأمن الداخلي أسهم بأن تكون الإجراءات مجدية، لكن هناك من ضعاف النفوس من يعيد الكرة بارتكاب التعدي مجدداً، ما يستدعي تشديد الإجراءات العقابية الرادعة على مثل هذا الفعل المخالف الذي يشكل ضرراً بالغاً ببنية محاور ومصبات الصرف الصحي بشكل يضعف من جودة أدائها، كما ويضر بصحة الإنسان وبالتربة والمياه، وحتى يرتب كلف صيانة باهظة لا قدرة لشركة الصرف الصحي على استمرار تحملها وخاصة مع تكرار حدوث مثل تلك التعديات، وأمل من المجتمع المحلي والمنابر على اختلافها أن توعي إلى مخاطر ظاهرة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي الملوثة، وضرورة الامتناع عنها للحفاظ على البيئة والصحة العامة.