الحرية – علاء الدين إسماعيل:
نظمت شبكة “الراصد السوري” المجتمعية، التابعة لوحدة دعم الاستقرار، بمشاركة اللجنة العليا للانتخابات، وبحضور محلي ودولي، ندوة إعلامية اليوم بفندق “قيصر بلاس” بدمشق، تركزت على تحليل وتقييم مخرجات عملية انتخابات مجلس الشعب السوري لعام 2025.
جاءت هذه الندوة كجزء من سلسلة المبادرات الرامية إلى مراقبة سير الانتخابات، وتوفير رؤية موضوعية وشفافة حول مدى انعكاسها على المشهد السياسي في البلاد، وسبل تطويرها مستقبلاً.
أهمية ومبررات تنظيم الندوة..
وبيّن المدير التنفيذي لوحدة دعم الاستقرار، منذر السلال، لصحيفة “الحرية” أن هذه الندوة تأتي في سياق الحاجة الملحة لفهم معمق لمجريات الانتخابات استناداً إلى بيانات دقيقة ومعلومات موثوقة، حيث إن الانتخابات التشريعية تعتبر محطة رئيسية لبناء العملية السياسية، وجسراً نحو تعزيز مبادئ الديمقراطية والعدالة عبر البلاد، ومما يميز هذا الحدث هو الاعتماد على فريق متابعة ميداني يضم 42 فريقاً، موزعين على 11 محافظة سورية، تمثل مختلف المناطق والمكونات السورية، ما يضمن الحصول على صورة واقعية وشاملة عن سير الانتخابات، دون الاقتصار على البيانات الرسمية فقط.
محتويات البيانات ونتائج التحليل الميداني
وأضاف: زودت فرق المتابعة الميدانية بمعلومات وتقارير دقيقة ومنظمة، شملت مراقبة عمليات التصويت والفرز، وضمانات الشفافية، بالإضافة إلى تتبع مدى الالتزام بالإطار التشريعي والتنظيمي الذي خصصته وزارة الداخلية والجهات المختصة لعملية الانتخابات، وقد أظهرت البيانات معدلات مشاركة ملحوظة لعموم الهيئات الناخبة بنسبة 96%، بالمراكز الانتخابية والتزاماً بالإجراءات والقوانين بنسبة عالية.
مفاتيح النقاش ..
وتابع: هدفت الندوة إلى استعراض مجريات العملية الانتخابية استناداً إلى الإطار التشريعي والنظم المعمول بها، وتحليل مدى فاعليتها وشفافيتها، من خلال عرض نتائج وتقارير فرق المراقبة الميدانية، كما ركزت على مناقشة أفضل الممارسات العملية، وتقديم رؤى تقييمية عن مدى توافق سير العملية مع المبادئ الدولية، مع تسليط الضوء على الاتجاهات العامة التي تم رصدها، سواء من حيث المشاركة الشعبية أو التحديات والتعقيدات التي طرحتها البيئة السياسية والاجتماعية.
إضافة إلى ذلك، ناقشت الندوة مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تحسين وتطوير عمليات الإدارة الانتخابية، بما يعزز ثقة المجتمع بالديمقراطية، ويؤكد على أهمية الإصلاحات السياسية، مع التركيز على مبادئ العدالة الانتقالية وضرورة إشراك كافة مكونات المجتمع السوري في العملية السياسية بشكل أكثر شفافية وفعالية.
الأبعاد الوطنية والسياسية لعملية الانتخابات
وأوضح السلال أن الانتخابات البرلمانية لعام 2025 تكتسب أهمية خاصة، نظراً لأنها تشكل إحدى خطوات إعادة تأطير العمل السياسي في سوريا، والتركيز على تعزيز مسارات الإصلاح وإرساء مبادئ الحكم الرشيد، ومن هنا، جاءت الندوة في إطار أدوات تقييم الأداء والتنفيذ، ومعرفة مدى التزام الجهات المعنية بالإطار القانوني والتنظيمي، وكشف الثغرات المحتملة التي قد تعيق جهود الإصلاح.
وأكد أن التوصيات التي خرجت بها الندوة تمثل خارطة طريق لدعم الممارسات الديمقراطية، وتعميق مفاهيم العدالة الانتقالية، من أجل تجاوز العقبات التي تواجهها العملية الانتخابية، والعمل على تفعيل مشاركة المجتمع، ورفع مستوى وعي الناخبين بحقوقهم، وضمان شفافية الإجراءات.
توثيق وتحليل مستقبل العملية الديمقراطية في سوريا
وبين السلال أنه لا تقتصر أهمية هذه الندوة على تقييم الانتخابات فحسب، بل تمثل كذلك فرصة لمراجعة السياسات والإجراءات القائمة، وتوفير أرضية لنقاش موضوعي وعميق بين المجتمع المدني، والأطراف السياسية، والجهات المختصة، بهدف تحسين الأداء في المستقبل، والتأسيس لعملية انتخابية نزيهة وشفافة.
وفي نهاية الندوة تم الاعلان عن تحالف بين شبكة “راصد سوريا” و”راصد الأردن”.