مدارس من تحت الركام.. التعليم يعود إلى قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – سراب علي:

رغم التحديات وقلة الإمكانات، تتكامل جهود المجتمع المحلي والمنظمات الدولية ومديرية التربية لتثبيت حضور التعليم في كل قرية من قرى جبل الاكراد، المدارس التي وُلدت من تحت الركام باتت رمزاً للإصرار والإرادة.
ففي جبل الأكراد، لا تُبنى المدارس بالحجارة فقط، بل بالإيمان بأن المستقبل يبدأ من مقعدٍ صغير داخل خيمةٍ تقاوم الريح، تحمل بين جنباتها كل معاني الأمل.

خطة لإعادة التعليم بالتعاون مع المنظمات

وضعت مديرية التربية والتعليم في اللاذقية خطة متدرجة لإعادة تفعيل التعليم في قرى جبل الأكراد، تتضمن:

  1. تأمين أماكن بديلة للتدريس مهما كانت بسيطة.
  2. رفد المدارس بالكتب والمقاعد والكوادر التعليمية.
  3. تنفيذ أعمال الصيانة والتأهيل بالتعاون مع المنظمات والمجتمع المحلي.

استعادت حيويتها تدريجياً..

في جولةٍ ميدانية نفّذتها مديرية التربية والتعليم في محافظة اللاذقية، شملت قرى المريج، سلمى، الفرز، دورين، الدويركة، المغيرية، مرج الزاوية، الحمرات، مزّين، الحدادة، أرض الوطى والمارونيات، تبيّن أن العملية التعليمية استعادت حيويتها تدريجياً بدعم المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية.
ففي قرية المريج، استأنف التعليم في  مدرسة الحلقة الثانية نحو 50 تلميذاً رغم نقص الأثاث، بينما تضم مدرسة الحلقة الأولى 185 تلميذاً وتنفّذ مشروع تعويض الفاقد التعليمي بالتعاون مع جمعية موزاييك ضمن مشروع “يم”.

مدير تربية اللاذقية: ما يُنجز على الأرض يرد على كل الشائعات

خيم اليونيسيف صفوف مؤقتة..

وفي بلدة سلمى، تحوّلت خيم اليونيسيف إلى صفوفٍ مؤقتة تستقبل 175 طالباً من القرى المجاورة من الصف السابع الأساسي حتى الثالث الثانوي، بانتظار إعادة تأهيل المدرسة الأساسية من قبل منظمة ADRA.
أما مدرسة الفرز فتضم أكثر من 210 تلاميذ يعيشون واقعاً تعليمياً مستقراً نسبياً رغم الحاجة إلى المياه والكتب.
وفي الدويركة، استقطبت المدرسة الجديدة 150 تلميذاً وتستكمل حالياً أعمال تجهيز السور والساحة المدرسية.

عزيمة على التعليم

وفي المغيرية، ورغم نقص الكوادر والكتب يتابع 45 تلميذاً و20 طفلاً في روضة “استعدوا” دروسهم داخل خيمٍ  وهنغارات مؤقتة وفّرتها اليونيسيف، في مشهدٍ يجسّد عزيمة الأهالي على تعليم أبنائهم رغم قسوة الظروف.
كما تتسارع أعمال الصيانة في مدرسة مرج الزاوية ذات القاعات الثلاث، ومكتب الإدارة فيما تشهد مدرسة الحمرات التي تضم ست قاعات صفية وغرفتين إداريتين أعمال تدعيم وتركيب منظومة طاقة شمسية لتكون نموذجاً لإعادة الإعمار التربوي في المنطقة.
أما قرية مزّين فتشهد استمرار العملية التعليمية داخل خيمٍ مؤقتة، بينما تستعد قرى الحدادة، أرض الوطى، دورين والمارونيات لاستقبال الطلاب قريباً بعد تركيب الغرف مسبقة الصنع وإتمام أعمال الترميم الأولى.

تُبنى بإصرار

من الميدان أكد مدير التربية والتعليم في محافظة اللاذقية وليد كبولة في تصريحٍ نقلته  “الحرية” أن الواقع التعليمي في جبل الأكراد يشهد نهضة حقيقية بعد سنوات الحرب، موضحاً أن المدارس هناك حيّة، تتحرك، وتُبنى من جديد خطوة بخطوة، بإصرار الكوادر التعليمية ودعم المجتمع المحلي والمنظمات من الميدان.
وأضاف كبولة: العمل في مدارس قرى الجبل ليس مهمة إدارية فحسب، بل مسؤولية أخلاقية تجاه أبنائنا الذين يستحقون بيئة تعليمية آمنة وفرصاً متكافئة للتعلم، ما يُنجز على الأرض اليوم هو الرد الأقوى على كل شائعة تحاول التقليل من حجم الجهود المبذولة.

العزيمة في عيون أبنائنا

وخلال لقائه المعلمين والطلاب في بلدة سلمى، شدّد مدير التربية على أن العلم يشكل التحدي الحقيقي في وجه اليأس، مضيفاً: إن العزيمة التي نراها في عيون أبنائنا والمعلمين هي أبلغ رسالة أمل يمكن أن تُوجَّه اليوم من قلب الجبل.”
وختم كبولة بالتأكيد على أن كل مبادرة لترميم مدرسة أو تجهيز خيمة تعليمية هي رسالة أمل تُترجم بالأفعال، الميدان يشهد بما يُنجَز، وليس بما يُقال.

Leave a Comment
آخر الأخبار