6600 طالب استفادوا من حملة “مدرسة تليق بطلابها”

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- آلاء هشام عقدة:

في بلد أنهكته الحرب وأثقلت كاهله سنوات من التهميش والإهمال والتخريب المتعمد، يُعدّ التعليم أحد أكثر القطاعات تضرراً، والمشهد المألوف لمئات المدارس في اللاذقية وريفها هو البنية التحتية المتداعية، وانعدام الحد الأدنى من الشروط التي تسمح بمواصلة التعليم بكرامة.

* التحول نحو بيئة أمنة نظيفة

المدير التنفيذي لمؤسسة تنسيق اللاذقية للنهضة والتنمية د. ضحى فتاحي، بينتّ لـ”الحرية” أن المدارس بدلاً من أن تكون مكان دعم واحتواء وراحة نفسية للطلاب؛ أصبحت مصدر معاناةٍ يومية للطلاب والمعلمين، حيث الأبواب المكسورة، والحنفيات المعطّلة، والروائح الكريهة التي تخنق الجوّ المدرسي، لتتحوّل العملية التعليمية إلى تجربة قاسية لا تُحتمل، وخاصة في ظل غياب الصيانة الدورية وقلة الموارد.
وأضافت: الطفل في سوريا اليوم لا يحتاج فقط إلى كتاب وقلم، بل إلى بيئة آمنة ونظيفة يشعر فيها بأنه يستحق التعلم، ويستحق أن يكون جزءاً من المستقبل. فالصف النظيف، والمقعد السليم، والمرافق الصحية المؤهلة، ليست رفاهية، بل حقوق أساسية تحمي صحته النفسية والجسدية، وتساعده على التركيز، وتنمّي لديه الشعور بالانتماء والاحترام.

الحملة استهدفت مدارس عدة

وأشارت الدكتورة فتاحي أنه من هنا ومن أهمية تأهيل المدارس انطلقت مؤسسة تنسيق اللاذقية للنهضة والتنمية بحملة “مدرسة تليق بطلابها”، ساعيةً لتغيير هذا الواقع، وهي الحملة التي أخذت على عاتقها تحسين واقع بعض المدارس في محافظة اللاذقية، فقبل بداية العام الدراسي الجديد بدأت الحملة بترميم المرافق الصحية في مدرستي خالد بن الوليد وفرسان المستقبل (عبد القادر زيبق)، وإصلاح شبكة المياه، وتركيب الأبواب والمغاسل، إضافة إلى تنظيف كامل للمدرستين، لتتحوّل المدرسة من مبنى مهمل إلى بيئة آمنة ونظيفة.
ومع اتضاح الحاجة إلى الكثير من الترميمات والإصلاح في معظم مدارس المدينة؛ اتجهت المؤسسة إلى مدرسة السادس من تشرين (عصافير الغد)، ومدرسة رفعت دحو (رواد المستقبل)، ومدرسة أسامة بن زيد لإجراء إصلاحات وترميمات مختلفة وإصلاح وإعادة تأهيل مقاعد الدراسة، ليستفيد من هذه الحملة أكثر من 6600 طالب وطالبة حتى الآن.
واستكمالاً لهذه الجهود تقوم التنسيقية أيضاً بحملة توعية في المدارس نفسها تحت عنوان “مدارسنا لنا” تهدف إلى رفع الوعي وزرع قيم النظافة والمسؤولية تجاه المدرسة والشارع والبيئة بشكل عام، مترافقة بأنشطة وجوائز تحفيزية، وتستمر هذه الحملة حتى نهاية العام الدراسي الحالي.

كما قامت تنسيقية اللاذقية بترميم مدرسة كنسبا الابتدائية المدمرة، والتي تعد مركزاً لتجمع عدة قرى مجاورة، وذلك في ريف اللاذقية التابع إدارياً لمنطقة الحفة التي طالها الدمار المباشر. ومع رغبة مئات العائلات بالعودة إلى قراها في الريف، أصبح إعادة تأهيل المدارس هناك أولويةً لدعم تلك العودة.
وأضافت فتاحي إنّ هذه المشاريع لا تعيد فقط بناء الجدران، بل ترمم الانكسارات الداخلية التي تراكمت في نفوس جيل كامل من الأطفال السوريين، جيل من حقه أن يبدأ يومه في مدرسة تحترم إنسانيته، لا أن يُزَجّ في بيئات تُكرّس الشعور بالتهميش والعجز.
وشكرت فتاحي كلاً من مديرية التربية ومديرية الشؤون الاجتماعية اللتين ساهمتا في تسهيل وتيسير هذه المشاريع. وأكدت أن هذه المبادرة جزء من رسالة التنسيقية، وستبقى مستمرة على أمل أن تصل إلى أكبر عدد من المدارس في المنطقة، بجهود أهل الخير وبجهود المجتمع المحلي من أهالي وطلاب، كلٌّ حسب مقدرته.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار