مدينة شعارة الأثرية في درعا.. كنز حضاري يروي قصص العصور

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- وليد الزعبي:

تزخر مدينة شعارة الواقعة في منطقة اللجاة بالريف الشمالي الشرقي من محافظة درعا، بعدة أوابد أثرية لها طابع معماري جميل ينسجم مع طبيعة عمران منطقة حوران المبنيّ بالحجر البازلتي، وحسبما أوضح رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله لصحيفتنا “الحرية”، فإن موقع شعارة مسجل على لائحة التراث الوطني منذ عام عام ٢٠٠٢

وأشار إلى أن التنقيبات الأثرية التي تمت في الموقع، أظهرت أن مدينة شعارة قد سُكنت لأول مرة خلال العصر الهلينيستي، أي حوالي القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، وقد توالى السكن في هذه القرية خلال العصر الروماني، واستمر خلال العصر البيزنطي، وأيضاً خلال العصور الإسلامية (الأيوبية والمملوكية).

خلال العصر الروماني، أقيمت في قرية شعارة الأثرية منشآت مهمة، حيث تم تصنيفها حسب موقعها الاستراتيجي على أطراف منطقة اللجاة، لتكون بمثابة حامية عسكرية تهدف إلى حماية الولاية العربية الرومانية. من بين أبرز المنشآت التي بُنيت في القرية خلال هذا العصر، يبرز المعبد المخصص للإله مترا، الذي يقع في قلب القرية.
كما تم إنشاء الحمامات في الطرف الشمالي للمدينة، والتي تتميز بتصميمها الشائع في العديد من المدن الرومانية. يتميز الشكل العام لبناء الحمام بأنه مربع، مقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الحار، الدافئ، والبارد، بالإضافة إلى قاعة رئيسية. ومع ذلك، فإن الأبعاد الدقيقة لهذه المنشآت غير معروفة، حيث تعرضت أجزاء كبيرة منها للتخريب.
أما السقف، فقد تم بناؤه على شكل قبوات، مما يعكس براعة الهندسة المعمارية الرومانية. بالإضافة إلى المعبد المذكور، تحتوي القرية على أربعة معابد أخرى، وقد عُثر فيها على العديد من التماثيل وأجزاء المنحوتات الحجرية، ما يبرز غنى التراث الثقافي والتاريخي لهذه المنطقة.

وفي العصر البيزنطي كشفت التنقيبات الأثرية عن وجود توسع عمراني في القرية من خلال الأبنية العديدة المنتشرة في مختلف أرجائها، وبين رئيس دائرة آثار درعا أن بعضها أقيم على أنقاض المباني من العصر الروماني، ومن أهم الشواهد الأثرية على هذا العصر مبنى الجامع الحالي، حيث يعتقد أنه مبنى الكنيسة في العصر البيزنطي (خلال القرن الخامس أو السادس الميلادي)، ولجهة الوصف العام لمبنى الجامع، فهو يقع في مدخل القرية القديمة ويوجد حوله العديد من المباني الأثرية، ونفذ بشكل مربع تقريباً بأبعاد تبلغ ١١.١٠× ١١.٧٠م، ويتوسطه من الجهة الجنوبية المحراب، وقوامه تجويف مقوس على شكل خزانة جدارية بارتفاع ٢م، وله اثنان من الأبواب الأول من الجهة الشمالية، وهو عبارة عن باب حجري مؤلف من درفتين، ولا يزال يحتفظ بشكله القديم، أما الباب الثاني فهو من الجهة الشرقية وهو مشابه للباب الشمالي.
وخلال العهود الإسلامية (الأيوبية والمملوكية)، لفت نصر الله الى أن المدينة توسعت بشكل كبير وكثرت فيها الأبنية، وهناك العديد من البيوت النموذجية التي تدل على السكن خلال هذه الفترة.

Leave a Comment
آخر الأخبار