الحرية– محمد زكريا:
حالة من التعدي على الثروة السمكية على مدار عقود من الزمن. بالتأكيد هي ظاهرة قديمة كرسها النظام البائد، حيث سمح لأعوانه بالصيد الجائر بمختلف أوقات العام، حتى أصبح مفهوم الصيد العشوائي هو السائد على امتداد السواحل السورية، الأمر الذي وصل إلى عمق البحار السورية، حيث التوازن البيئي يواجه تهديداً متزايداً، وتالياً بدأت تتكشف صور مؤلمة للصيد البحري الجائر على سواحلنا، نتج عنه تعرض أنواع متعددة من الأسماك والكائنات البحرية لضغط شديد نتيجة للصيد غير المنظم الذي استمر في زمن النظام البائد، وليس غريباً إن قلنا إن سواحلنا مهددة، حيث الصيد من دون رقابة، وبالتالي يفقد الكثير من الكائنات البحرية التي تعد جزءاً أساسياً من النظام البيئي البحري، ولا يقتصر الصيد الجائر بالتأثير على الحيوانات البحرية فقط، بل يهدد مستقبل المجتمعات التي تعتمد على البحر كمورد رئيسي للرزق.
مجموعة من الصيادين ممن تواصلنا معهم عبّروا عن استيائهم لحالة الفوضى التي تعم الصيد بشكل عام، حيث الصيد الجائر على السواحل لم يتوقف منذ سنوات طويلة، ما أدى إلى انعدام التوازن البيئي البحري على السواحل البحرية السورية، مشيرين لصحيفتنا “الحرية” إلى أن انتشار الديناميت في عملية الصيد هو السبب الرئيسي في تراجع إنتاجية الثروة السمكية، إضافة إلى استخدام مراكب الجرف، والتي تجرف كل شيء من سمك صغير وبيوض ونباتات وحتى الرمل البحري، وبالتالي فإن المخاطر كثيرة لابد من وضع حلول عاجلة لمنع الصيد الجائر، ولاسيما أن الإدارة الجديدة للموانئ تعي خطورة ذلك.
كما طالبوا بضرورة تأسيس جمعية خاصة للصيادين تعنى بشؤونهم وترعى مصالحهم وتضمن حقوقهم.
مدير ميناء أرواد ناظم طالب عبّر في أكثر من لقاء سابق عن أن إدارة الميناء تقوم تسيير دوريات بهدف منع الصيد بوساطة الديناميت، واتخاذ الإجراءات المطلوبة لضبط الصيد العشوائي وتقديم جميع التسهيلات للصيادين، ويتم الإشراف على عمل الصيادين وتنظيم حركتهم وضبط أي مخالفة، بحيث تتم معالجتها وفق القوانين الناظمة.
يشار إلى أن صيد الأسماك داخل حوض الميناء يمنع لعدة أسباب رئيسية، منها السلامة الملاحية، حيث وجود قوارب الصيد داخل الميناء قد يعوق حركة السفن الكبيرة والقوارب الأخرى، ما يزيد من خطر الاصطدامات والحوادث، ومنها أيضاً تلوث المياه، حيث الموانئ غالباً ما تكون مناطق ذات نشاط بحري مكثف، ما يؤدي إلى تلوث المياه بوقود السفن أو المواد الكيميائية، وهذا يجعل الأسماك غير آمنة للاستهلاك البشري.
ومن أسباب المنع أيضاً الحفاظ على البيئة البحرية، حيث الصيد الجائر داخل الميناء قد يؤثر على التوازن البيئي، ولاسيما إذا كانت المنطقة تحتوي على كائنات بحرية نادرة أو تشكل موئلاً للأسماك الصغيرة.