مراكز ترفيه الأطفال في طرطوس.. الاستثمار في الفرح

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- رنا الحمدان:

شهدت مدينة طرطوس خلال السنوات العشر الأخيرة ، انتشاراً لافتاً لمراكز ترفيه الأطفال ، حتى باتت وجهة أساسية للعديد من الأطفال ، ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة عن عدد هذه المراكز اليوم، إلا أن إدخال بعض هذه المراكز لبرامج تعليمية تشبه رياض الأطفال ، جعل التربية تعترض لتوقف وزارة الإدارة المحلية والبيئة إثر ذلك عن منح التراخيص الجديدة لحين وضع آلية تنظم عملها .

الاستثمار في الفرح

يصف مهندس الديكور علي محمد إنشاء مركز ترفيهي للأطفال بأنه “استثمار ناجح في بيئة مكتظة بالسكان”، موضحاً أن سر النجاح يكمن في اختيار الموقع المناسب قرب المولات والمراكز التجارية ، إضافة إلى تأمين الراحة والسلامة للأطفال من خلال فحص وصيانة الألعاب بشكل دوري ، ويضيف أن “المكان الذي يشعر فيه الطفل بالأمان والمتعة، يصبح وجهة دائمة للعائلة كلها”.

إشراف التربية ضرورة

بدورها المرشدة الاجتماعية مروة عيسى أشارت إلى أن من حق وزارة التربية الإشراف على عمل هذه المراكز في حال كانت تقدم أي مناهج تعليمية ، لأنها تخالف بذلك غايتها و تتحول لروضات ، حرصاً على استيفاء شروط الروضات المكانية والتعليمية ، والتأكد من حصول الأطفال على الرعاية المثلى والإيجابية ، وتأطيرها بشكل سليم ومناسب .

وتضيف عيسى أنه يجب أن يكون للمشرفة التربوية دورها الحقيقي في مرحلة رياض الأطفال ، والذي يركز على تطوير أدائها من ناحية توجيه سلوك الطفل ، وتهيئة الأنشطة المناسبة لخصائص نمو الطفل وفق المنهج الوزاري المعتمد ، وتحقيق تواصل فعال مع الطفل .

منافسة على رضا الطفل

أما ريم علي، وهي شابة تعمل في أحد هذه المراكز، فتشير إلى أن ازدياد عدد المراكز في المدينة خلق منافسة إيجابية فيما بينها، هدفها إرضاء الطفل أولًا ، تقول: “بات الطفل هو من يختار المركز الذي يريده. لذلك نسعى إلى تنويع الأنشطة من منتسوري إلى فعاليات حركية، وحفلات المناسبات، مثل الحكواتي والأنشطة الرمضانية والساحر” ، وتضيف أن بعض المراكز تعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف الليل، وتقدم اشتراكات شهرية وخدمة أعياد الميلاد وحتى خدمات VIP، ما جعلها مشاريع مربحة وسهلة الإدارة مقارنة بالحضانات والروضات التي تتطلب شروطاً تعليمية خاصة.

حل اجتماعي فرضته الحياة

من جانبها، ترى سحر عيسى، والدة أحد الأطفال، أن هذه المراكز جاءت كحل واقعي فرضته ضرورات الحياة وسرعتها ، تقول: “أستطيع أن أترك طفلي في المركز لعدة ساعات وأنا مطمئنة ، إذا اضطررت للخروج لإنجاز عمل أو تسوق ، المكان آمن ويسلي الأطفال، وهذا ما نفتقده في الحدائق العامة التي تفتقر إلى الأمان والتأهيل” ، علماً أن سعر الساعة وصل إلى 30 ألف ليرة في الكثير من هذه المراكز حالياً .

وتشرح سحر أن انشغال معظم أفراد العائلة، وتأخر سن الزواج، وصعوبة الاعتماد على كبار السن لرعاية الأطفال، كلها عوامل جعلت مراكز الترفيه خياراً عملياً ومتنفساً جديداً للطفل وأهله .

Leave a Comment
آخر الأخبار