الحرية – وداد محفوض:
يقدم مركز “أنا وطفلي” التابع لمديرية صحة طرطوس، خدماته المجانية في مجال التدخل المبكر والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقات البسيطة والمتوسطة ممن هم دون سن السادسة.
ويتميز المركز بوجود كادر مختص ومدرب قادر على تلبية احتياجات هؤلاء الأطفال ومساندة أسرهم.
خمسة مراكز
ويوجد في المحافظة خمسة مراكز موزعة في المدن الرئيسة “طرطوس، بانياس، الشيخ بدر، صافيتا، والدريكيش”، حيث تستقبل الأطفال وتقدم لهم الرعاية والدعم المناسبين.
وأكد عدد من ذوي الأطفال المستفيدين، لمراسلة صحيفة “الحرية” ومنهم والدة الطفل أحمد، ذي الأربع سنوات، وهو يعاني صعوبة في النطق والإدراك، وبينت أن الهدف من إحضاره إلى المركز، تطوير قدراته الإدراكية والحركية ودمجه مع أقرانه ضمن الأنشطة المقدمة.
وأشارت إلى التحسن الملحوظ الذي طرأ على حالته، وأوصت جميع الأمهات بضرورة الانتباه لأي مؤشرات غير طبيعية في سلوك أطفالهن والمسارعة إلى المجيء للمركز لطلب الاستشارة.
أما والدة الطفلة سما خمس سنوات المصابة بمتلازمة داون، فأوضحت أن ابنتها تتلقى دعماً متخصصاً ضمن بيئة تفاعلية مليئة بالحيوية، مؤكدة أن مجانية الخدمات خففت عليها عبئاً مادياً كبيراً، وأتاحت لها الاستمرار بالعلاج لابنتها دون إرهاق.
بيئة علاجية آمنة
مدير صحة طرطوس الدكتور علاء البرهوم أكد أن التدخل المبكر هو مفتاح التغيير، وأن رعاية الطفولة، ولاسيما للأطفال ذوي الاحتياجات النمائية، تشكل ضرورة حيوية في ظل التحديات التي تواجههم وأسرهم.
وأضاف د. البرهوم: المركز يمثل بيئة علاجية آمنة، يضم كادراً مؤهلاً يقدم للأطفال فرصة حقيقية للتطور، ليس فقط في حياتهم الشخصية، بل في وعي المجتمع ككل.
ويقدم باقة متكاملة من الخدمات، تشمل الإرشاد النفسي، خدمات التدخل المبكر، التعليم الخاص، العلاج الفيزيائي والنفسي الحركي، رعاية أطفال التوحد، علاج النطق، ومعالجة صعوبات التعلم.
مراحل القبول
وتابع د. البرهوم أن الطفل يخضع للفحص في العيادة العصبية، ثم يقيّم من لجنة القبول لتحديد القسم والبرنامج العلاجي الأنسب، مع إشراك الأهل وخاصة الأم في جلسات تدريبية وإرشادية، ليكونوا جزءاً فاعلاً في متابعة العلاج داخل المنزل.
وبعد قبول الطفل، يلتحق بأحد الأقسام المتخصصة، التدخل المبكر والتعليم الخاص، النطق واللغة، العلاج الفيزيائي، العلاج النفسي الحركي، التوحد، الروضة والأنشطة الجماعية، والتطوير المهني المستمر.
وأضاف د. البرهوم: كل طفل يتلقى العلاج المناسب وفق خطة خاصة بحالته، يشرف عليها مختصون، في أجواء تجمع بين التعلم والمتعة والنشاط، بما يسهم في تعزيز اندماجه وتنمية قدراته.
٢٠٠ طفل مستفيد
وأشار د. البرهوم إلى وجود ما يقارب 200 طفل يستفيد من خدمات المراكز الخمسة في المحافظة، حيث يتم إعداد خطط علاجية دقيقة ومتابعتها من كوادر مؤهلة، بهدف الحد من تفاقم الحالات ودعم الأطفال للوصول إلى أفضل درجات التحسن الممكنة، بما في ذلك دمج العديد منهم لاحقاً في المجتمع والبيئة التعليمية بنجاح.
أنشطة ترفيهية
وعن النشاطات المقدمة للأطفال في المركز بين د. البرهوم أنه إلى الجانب العلاجي، يولون أهمية كبيرة للأنشطة الاجتماعية والترفيهية، مثل الرسم والموسيقا وتنظيم فعاليات خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات، بمشاركة فعالة من الأهالي لتعزيز دمجهم اجتماعياً، وتنمية ثقتهم بأنفسهم.
أهمية التدخل المبكر
أشار د. البرهوم إلى أن أبرز التحديات التي تواجههم، قلة وعي بعض الأسر حول أهمية التدخل المبكر، إضافة إلى الخجل الاجتماعي، الذي يدفع بعضهم لإخفاء حالة الطفل أو إنكارها، ما يؤدي إلى تأخر العلاج وتفاقم المشكلة، إضافة إلى بعد المسافة عن المركز، خاصة للأسر القاطنة في الأرياف، وسوء الأوضاع المادية تعد عقبة إضافية تحد من استفادة هؤلاء الأطفال من الخدمات المقدمة.
واقترح د. البرهوم ضرورة التوسع في البنية التحتية للمراكز، وتعزيز التنسيق مع المنظمات والجمعيات لتأمين الدعم المادي، إلى جانب إعداد كوادر جديدة مؤهلة ومدربة لضمان استمرارية الخدمة وتطويرها.