ضغط يومي ونقص أدوية يثقل كاهل المرضى بمركز الأورام في اللاذقية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة اسماعيل
يعد مركز المعالجة الكيميائية والشعاعية في مشفى اللاذقية الجامعي أحد أكبر مراكز علاج الأورام في سوريا، ويأتي في المرتبة الثانية بعد مركز البيروني من حيث حجم العمل وعدد المرضى.


في ظل الضغط الكبير، تبقى الخدمة مستمرة، ولكن مع تحديات لا يمكن تجاهلها، على رأسها نقص الأدوية الورمية التي ترهق المرضى ومرافقيهم مادياً.
في جولة قامت بها “الحرية” ضمن المركز، أجرت استطلاعاً لآراء عدد من المرضى والمرافقين، حيث أجمع معظمهم على أن الكادر الطبي والتمريضي يتعامل بكفاءة وإنسانية، إلا أن النقص الحاد في الأدوية يضطرهم لتحمل تكاليف باهظة تفوق قدرتهم.
عواطف رحية مرافقة لخالتها المصابة، تقول: الطاقم جيد جداً، يعملون بضمير رغم الضغط، لكن الدواء ناقص دائماً، نضطر لشرائه من الصيدليات الخاصة بأسعار لا نستطيع تحملها، ونحن بالكاد نؤمنها بتعاوننا مع بعضننا.

أما أبو أحمد ماهر، مريض خمسيني يتلقى علاجاً كيميائياً، فيوضح: الأطباء والممرضون هنا محترمون ومتعاونون جداً، لكن أحياناً يطلب منا تأمين جزء من العلاج من الخارج، وهذا فوق طاقتي، خاصة أنني آتي من حماة وبالكاد أستطيع دفع أجرة الطريق وأحياناً إقامة.

نقص بنسبة 50% في الأدوية الورمية

معاون مدير مشفى اللاذقية الجامعي للشؤون الطبية، الدكتور فراس حسين، أكد في حديثه لـ”الحرية” أن مركز المعالجة الكيميائية والشعاعية يستقبل يومياً بين 300 إلى 400 مريض للعلاج الكيميائي، و150 إلى 200 مريض للعلاج الشعاعي، كما تم قبول نحو 2100 مريض جديد خلال الأشهر التسعة الأخيرة.
وأشار د. فراس إلى أن المركز يعاني من نقص في الأدوية الورمية بنسبة 50%، مضيفاً: المشكلة ليست على مستوى المشفى بل وطنية، ونحن نعمل مع وزارة التعليم العالي، ووزارة الصحة، واللجنة الوطنية للأورام لتأمين الأدوية خلال الأشهر القادمة.

كما أوضح أن المركز يضم جهازي مسرع خطي (يعمل أحدهما حالياً والثاني قيد الإصلاح)، بالإضافة إلى جهاز الكوبالت وجهاز نظائر الأشعة اللذين أُدخلا الخدمة مؤخراً.

ولفت د.فراس إلى أن المركز يحتوي أيضاً على وحدة أورام الأطفال، تتسع لحوالي عشرة مرضى يومياً، تستقبل الأطفال المصابين تحت عمر ال 13 سنة، حيث تم استقبال ما بين 80-100طفل، الذين يتلقون العلاج في هذا المركز، موضحاً أن الوحدة مجهزة بشكل جيد، ومنظمة مع فريق دعم خاص (سلوكي) يتبع لبعض الجمعيات التي ترعى هذه الوحدة، وتقوم بالدعم النفسي للأطفال ومركز للألعاب، بالإضافة إلى دور هذه الجمعيات، التي تساهم في الدعم المادي أحياناً لهؤلاء الأطفال من خلال تأمين بعض الأدوية.
وأضاف: الكادر التمريضي مدرب بشكل جيد، لكننا بحاجة إلى زيادة عدد أفراد التمريض لتغطية ضغط العمل.
وشدد د. فراس على أهمية تحديث المعدات وتأمين الأدوية وتدعيم الكوادر لضمان استمرار تقديم الخدمة الأفضل للمرضى.

جهود مشهودة ومعاناة مستمرة

رغم الجهود الكبيرة التي تبذل على مستوى الكادر الطبي والإداري في مركز الأورام بمشفى اللاذقية الجامعي، تبقى معاناة المرضى قائمة نتيجة نقص الأدوية، مما يحتم على الجهات المعنية تسريع الخطوات لتأمين الدواء ودعم المرضى الذين لا يملكون خياراً سوى الانتظار، أو دفع الثمن من جيوبهم المثقلة.

Leave a Comment
آخر الأخبار