الحرية- دينا عبد:
يعاني العديد من الصائمين في شهر رمضان المبارك من قلة التركيز بسبب تغيير روتين الصباح الذي يتضمن تناول المنبهات مثل القهوة والشاي.
يتحدث مهند الأيوب -موظف- لصحيفة الحرية قائلاً: أعاني من تقلبات في مزاجي وخاصة مع بداية ساعات الصباح عندما أكون صائماً فلا أستطيع العمل مباشرة نظراً لشعوري بالنعاس وبالتالي أتكاسل عن أداء مهامي الوظيفية.
بدورها تهاني عباس –ممرضة- بينت أنها تقضي يومها وهي متقلبة المزاج نظراً لانقطاعها عن شرب القهوة، لذلك تجد نفسها عصبية دائماً مع أنها تحاول أن تعدل مزاجها لكنها لا تستطيع بسبب تغيير نظامها الغذائي.
عوامل نفسية
اختصاصية الصحة النفسية د.غنى نجاتي بيّنت في تصريح لصحيفة الحرية أن الشعور بالتعب والإرهاق يعود إلى عدة عوامل نفسية تؤثر على الجسم أثناء ساعات الصيام مثل انخفاض مستوى السكر في الدم، ونقص السوائل وتغيير الروتين اليومي، ما يتطلب تكيفاً مع هذه الظروف لتحسين الأداء والتركيز ، مشيرة إلى أن عملية الصيام هي تحدٍ كبير للإنسان الصائم كي يضبط نفسه ويزيد من عاداته الصحية وهي فرصة لكل شخص ليكون شهر الصيام هو لتغيير السلوكيات التي لم يكن يتقبلها بنفسه سابقاً، مثلاً هناك أشخاص يجدون في هذا الشهر فرصة لتنظيم نظامهم الغذائي أو حتى انفعالاتهم الغاضبة أو يضبطوا عادة التدخين وتركها أو العادات السلبية فيهم.
واضطراب المزاج بحسب د. نجاتي حالة تصيب الإنسان خلال شهر رمضان المبارك وسببها التغيير الجذري لنمط النظام الغذائي، وتغيير ساعات النوم، بالإضافة لذلك للصيام فوائد كثيرة فهو يخرج السموم من الجسم، ويحفز القوة الداخلية عند الإنسان.
ونوهت د. نجاتي إلى أن الإحصائيات النفسية والدراسات تقول إن التغيير المفاجئ لنمط النظام الغذائي يؤدي إلى اضطرابات نفسية واضطرابات بالصحة النفسية أيضاً، فمن الطبيعي أن تطرأ على الجسم تغييرات نفسية وفيزيولوجية سببها تقلبات المزاج والسبب تعوُّد الجسم على المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة والنسكافيه والشاي الأحمر الذي يتناوله الشخص بشكل يومي وانقطاع هذه المشروبات عن الجسم يعرض الصائم لتغييرات فيزيولوجية تسبب المزاجية.
وأشارت نجاتي إلى أن الأعراض الجسمية التي ترافق الصائم كثيرة مثل، عسر هضم، إمساك، زيادة حموضة المعدة، صداع، نقص سوائل وبالتالي تجعل مزاجه متقلباً فتارة نراه هادئاً وتارة أخرى بحالة عصبية، وبالتالي تغيير النظام الغذائي هو السبب الذي يؤدي إلى تغيير المزاج فالصيام ليس فقط عن الطعام، إنما عن الغضب والعصبية فهو يهذب الأخلاق البشرية ويحسن من الانضباط بالنفس.