مسؤولية كبيرة تقع على عاتق النخبة المثقفة لصناعة رأي عام يصب في مصلحة الوطن والمواطن

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – رفاه نيوف:

من الطبيعي التأكيد على أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق النخبة المثقفة في قيادة التغيير، والتدخل في مسار الأحداث، والمساهمة في وضع الحلول، والخطط لحل المشكلات التي يتعرض لها المجتمع، هذا ما أكده رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب منذر يحيى عيسى (الكاتب والشاعر) لـ”الحرية”.
ولفت عيسى إلى أن القصد هنا المثقف الحيوي الإنساني، والوطني، والذي يجب أن يقف مع الحق بغض النظر عن الهوية الدينية والإثنية للطرف الآخر، ولابدّ من الحفاظ على المستوى الأخلاقي والإنساني في النظرة والتعامل.
وهنا يطرح تساؤل حول دور هذه النخبة على صعيد ما يجري على الساحة السورية من أحداث، وخصوصاً بعد التغيير الأخير، وسقوط منظومة الفساد، وإعلان موقف واضح ضد قتل الأبرياء، واحتجاز الناس كدروع بشرية، أو عملية التهجير القسري.
وأضاف عيسى: إن الدور الأساسي الملقى على عاتق النخبة المثقفة هو قيادة التغيير، وتوجيه البوصلة نحو مصلحة الشعب والجماهير، أي المساهمة في قيادة هذا المجتمع، وصناعة رأي عام يهدف بشكل أساسي إلى خدمة مصالح غالبية الناس، ويصب في مصلحة الوطن وأمنه ووحدة أراضيه، متلاقية كنخبة مثقفة مع النخب السياسية التي تقود سياسة الدولة وتوجهاتها، والابتعاد جذرياً عن الترويج لتدخل خارجي، أو المطالبة به.
إن ما تشهده الساحة السورية حالياً من هزات أمنية تؤدي إلى إراقة دماء بريئة تحتاج من المثقفين صناعة رأي عام محلي، يدعم السلم الأهلي، ويرسخ حرمة الدم السوري ووحدة التراب السوري، وإدانة أي اعتداء على الأراضي السورية.
وأضاف عيسى: لا بدّ من الإشارة إلى دور اتحاد الكتاب العرب ومثقفيه، وهم قادة رأي في الوقوف ضد كلّ المؤمرات الداخلية، والخارجية على بلدنا سوريا، وإيجاد رأي عام وطني، ويحصل ذلك من خلال التركيز على انتفاء العداوات الداخلية، والتركيز على العدو الخارجي، وعلى أن المجتمع السوري بكافة أطيافه يشكل نسيجاً واحداً متماسكاً، ومتجانساً فالاختلاف أمر طبيعي وهو ناتج التنوع، إضافة إلى أنه يعطي جمالاً للمجتمع على عكس الخلاف فالأمر الطبيعي أننا مختلفون ولكن من دون خلاف.
إن مقولة (الدين لله والوطن للجميع) التي قالها قائد الثورة السورية الكبرى مقولة خالدةّ وحيّةٌ، وهي تبعد شبح الطائفية البغيض، وتحافظ على وحدة الشعب ووحدة ترابه.
إن الحكمة في معالجة بعض حالات الخلل الأمني ساهمت إلى حد كبير في تفكيك المؤامرة على سوريا من خاصرتها الجنوبية، العزيزة والغالية ويجب أن يتم ترميم ما حصل من خراب، وتقديم الخدمات لمجتمع السويداء المتضرر من الصراع المسلح، وإعادة كل أنواع الخدمات للمواطنين، والسعي لإجراء مصالحات تعيد للشعب اللحمة، وتزيل كل مظاهر الاحتقان، وتعيد أجواء إنسانية وطنية إلى بلدنا سوريا، كي يتعافى بعد جملة من الهزات الأمنية والبيئية التي تعرض لها في الساحل الحبيب، وفي باقي أرجاء سوريا التي لا نستطيع أن نراها إلاّ واحدة موحدة رايتها عزيزة وخفاقة أبداً.

Leave a Comment
آخر الأخبار