مساحة للإبداع وباب للاستقلالية.. المشاريع الصغيرة ليست مجرد وسيلة لكسب الرزق

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – آلاء هشام عقدة:

منذ أن كانت طفلة في السادسة من عمرها، جلست ربى وكيل خلف ماكينة الخياطة، تخيط من بقايا القماش قطعاً صغيرة تحولت إلى ألعاب، لتبدأ حكاية شغف استمر معها

بقايا القماش كنز

حتى اليوم ،في تصريحها لـ “الحرية” بيّنت ربى أن هذه المهنة خلقت معها، مشيرة إلى أنها بدأت من بيت أهلها بخياطة بسيطة وهي بعمر 12 عاماً، وكانت مواهبها تمتد للرسم والتخطيط والتصميم والفنون اليدوية، وكل ما يخطر على البال من إبداع.وأضافت: أتعامل مع بقايا القماش ككنز لا يهدر، لا أرمي شيئاً، بل أحول أكمام البنطال إلى تنانير للأطفال، وبقايا القمصان إلى شراشف، وأعيد إحياء فساتين السهرة بتوسيعها أو تغيير قصتها، وحتى ملابس الأطفال أجد لها حلولاً عملية مع نموهم السريع

إعادة تدوير

.ونوهت بأن الخياطة ليست مجرد قص ودرز، هي فن واسع، وإعادة التدوير فيه بحر من الإبداع.وتابعت: أقدم جميع خدمات الخياطة، من التصليحات إلى التفصيل، وبدلات السهرة، ودخلت مؤخراً مجال تأجير الفساتين، حتى كنزات الصوف يمكن تعديلها لتصغر أو تأخذ شكلاً جديداً.ولفتت: أتعامل مع كل قطعة كلوحة تحتاج إلى لمسة تصميم، والتكلفة أراعي أن تكون مقبولة بما يتناسب مع الظروف المعيشية. وعن الإقبال على عملها، أوضحت ربى أن هناك طلباً متزايداً على تفصيل الملابس للأطفال والكبار، بسبب مشكلات قياسات الملابس الجاهزة أو ارتفاع أسعارها، مضيفة: شغلي كله بلا قوالب، وهي مهارة ورثتها من والدتي التي كانت خياطة أيضاً، أشكرها كثيراً لأنها أورثتني هذه المهنة وساعدتني فيها، ودائماً تقول لي إنني أفضل منها، لكنني أقول لها: أنا مجرد نقطة صغيرة أمامك يا أمي.

آراء الناس

أم محمد إحدى زبائن ربى الدائمات تقول: لم أعد أشتري ملابس جاهزة كما في السابق، لأن ربى تفصل لي ولأولادي ما نحب بالشكل الذي نريده، وبأسعار تناسبنا، أما الشابة هبة فتشير إلى أن ربى لا تقدم خدمة الخياطة فحسب، بل تقترح أفكاراً جديدة تضيف لمسة عصرية للملابس القديمة، أحضرت لها فستاناً قديماً لأمي، فأعادته قطعة أنيقة وكأنها جديدة، ويصفها أبو يوسف صاحب متجر أقمشة قريب، بأنها مثال على الصبر والإتقان؛ عملها نظيف، وتنجز في الوقت المحدد، وهذا ما يجعل زبائنها يزدادون يوماً بعد يوم.تجربة ربى وكيل تثبت أن المشاريع الصغيرة ليست مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل مساحة للإبداع وباب للاستقلالية، فهي تمنح صاحبها حرية تطوير مهاراته، وتخلق فرص عمل، وتدعم الاقتصاد المحلي، والأجمل أنها تحمل رسالة اجتماعية وبيئية، كما في حالة ربى التي جمعت بين فن الخياطة وحب إعادة التدوير، لتحول القماش الزائد إلى حياة جديدة، وتثبت أن الإبرة والخيط يمكن أن يحوكا مستقبلاً مشرقاً.

Leave a Comment
آخر الأخبار