مسقط رأس أبي العلاء المعري.. معرّة النعمان تناشد إحياء أوابدها الأثرية والثقافية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- علاء الدين إسماعيل:

إذا ما حضر الحديث عن معرة النعمان، تلك المدينة السورية التي عاصرت نهوض حقب تاريخية هامة، لا بد من الإشارة إلى ما ميّز أهلها عبر  القرون من سماتٍ لا تُستهل بالمقاومة والسياسة والآداب والعلوم، وحرفة التجارة، ولا تنتهي بمعاناتهم بالوقوف في وجه الحملات العسكرية التي ما انفكت تستهدف معلماً أثرياً على مر التاريخ، لتبقى معرة النعمان صامدة رغم الجراح.

معَرَّةُ النُّعْمان مدينة سورية تقع جنوبي محافظة إدلب، وهي ثاني أكبر مدينة فيها بعد مدينة إدلب مركز المحافظة. تقع حدود معرة النعمان الأثرية التاريخية بين مملكتي أفاميا في الجنوب الغربي، وقنسرين في الشمال، في  تجاور مع مملكة إيبلا الشهيرة، ما يفسر أسباب توجه الإنسان القديم للاستقرار فيها، ذلك عدا عن خصوبتها ووفرة مواردها ما ساهم في نهضتها، وجعلها في الوقت عينه قبلة المحتلين في غالبية الحقب التاريخية حتى يومنا هذا.

وبسؤال السيد شريف الرحوم أحد مدرسي التاريخ في المدينة عن معالم معرة النعمان قال لصحيفة الحرية: “معرة النعمان عريقة في القدم، وتضم المسجد الأموي (الجامع الكبير)، الذي شيّد عام السابع عشر للهجرة، عندما فتح المعرة أبو عبيدة عامر بن الجراح، ثم أُكمل بناءه إبان العهد الأموي، فيما تعود مئذنته إلى العهد الزنكي”.

وأضاف الرحوم بالقول: “سمي متحف المعرة سابقاً بـ خان مراد باشا دفتر دار، ومن ثم حول إلى متحف في مدينة المعرة، ونحن المعريون “آل تنوخ” نقدس الآثار منذ القدم ونحترمها”. وتابع موضحاً: “دُفن أبي العلاء المعري في بيته حيث حوّل لاحقاً إلى مركز ثقافيّ، وعندما دخل جيش الأسد البائد إلى المدينة، اتخذ من هذا المركز مقراً لجنوده، معيثاً الفساد بالمركز الثقافي وبالمتحف ، ليشرع بعدها بعمليات السلب والنهب، وبعد انسحابهم بانَ جليّاً دمار هذه الأوابد التاريخية”.

وأشار الرحوم الى أن أعداء معرة النعمان حاولوا منذ فجر التاريخ، أن يميتوها ويقضوا على شعبها، لكنها مدينة حيّة رغم دمارها وخرابها وحال الآثار لا يختلف عن حال أهلها ومساجدها.

وختم شريف الرحوم حديثه بمناشدة حثيثة للعالم: “نداؤنا أن تُعاد الحياة للأبنية الأثرية والمدارس، لأن الامكانيات متواضعة، فالبرغم من أن الأهالي أعادوا إحياء بعض ممتلكاتها ضمن إمكانياتهم المتواضعة، لاتزال الآثار بحاجة للكثير من الإضافات والدعم من الدول العربية والأمم المتحدة، وأخص بالذكر (اليونيسكو)، لإحياء هذه المدينة المنكوبة، وآثارها المدمرة”.

Leave a Comment
آخر الأخبار
٢٠ باحثاً وباحثة من أقسام كلية الآداب في جامعة اللاذقية ناقشوا سبل تطوير البحث العلمي مشهد استثماري واسع لهيئة المنافذ البرية والبحرية.. والصين تدخل على خط استثماراتها وزير الاتصالات يبحث مع القائم بأعمال السفارة الفرنسية تعزيز التعاون المشترك مسقط رأس أبي العلاء المعري.. معرّة النعمان تناشد إحياء أوابدها الأثرية والثقافية حضور لافت لمنظمة «أكساد» في مؤتمر "الزراعة نبض الحياة" في العاصمة اللبنانية خريطة طريق متوازنة لالتقاط مسارات الإصلاح والبناء في سوريا الجديدة... خبير وأكاديمي يعلن التحدي مع ا... "إعلام حلب" تنظم محاضرة حول الذكاء الاصطناعي ومهارات الظهور والتأثير الإعلامي  مشروع "محو الأمية الرقمية" مكّن ١٥٠ تلميذاً من إنشاء مشاريع برمجية صغيرة في اللاذقية الوزير البشير يبحث مع وزير الطاقة التركي سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي معتمدون يرفعون سعر ربطة الخبز إلى ٥ آلاف ليرة... ومواطنون من ريف حماة يشتكون: هم يومي ونطالب بالمراق...